رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«البيزنطية» تحتفل بذكرى سمعان ويوحنا الناسك

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بتذكار سمعان ويوحنّا الناسك، وأصلهما من الرّها في سورية. انقطعا إلى الله في دير القدّيس دراسيموس في براري الأردن. ثم بقي يوحنا في الرياضات النسكيّة إلى آخر حياته. أما سمعان، فبعد أربعين سنة قضاها في الحياة الرهبانيّة، جاء حمص، وتباله سعياً وراء الازدراء، حبًّا بالمسيح. انتقل إلى الله في آخر القرن السادس.

وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ جرأة بطرس وحده من بين جميع ركاب السفينة على الإجابة، وطلبه من الربّ أن يأمره بأن يأتي إليه على الماء، كان دلالة على طواعية قلبه في وقت الآلام. لذا، هو وحده مشى على خطى الربّ، غير آبه باضطرابات العالم التي كانت تشبه أمواج البحر، ورافقه بالشجاعة نفسها ليحتقر الموت.  لكنّ شكّه أظهر ضعفَهُ خلال التجربة التي كانت تنتظره؛ فبالرغم من أنّه تجرأ على المشي على الماء، لكنّه أخذ يغرق. إنّ الضعف الجسدي والخوف من الموت أرغماه على الوصول إلى حتمية إنكار الربّ. مع أنّه أطلق صرخة وطلب من الربّ الخلاص. هذه الصرخة ليست سوى رجع أنين توبته...

هنالك شيء يجب أخذه بعين الاعتبار عند بطرس: لقد تقدّم على جميع الآخرين بالإيمان، لأنّهم عندما كانوا في ضلال، كان أوّل مَن أجاب: "أَنتَ المسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ" . وكان أوّل مَن رفض الآلام، معتقدًا أنّها مصيبة ؛ وكان أوّل مَن وعد الرّب يسوع بأنّه سوف يموت ولن ينكره؛ وكان أوّل من رفض أن يغسل له الربّ قدميه؛ كما أنّه استلّ سيفه في وجه الذين قبضوا على الربّ.

أمّا السّكون الذي ساد الرياح والبحر عندما صعد الربّ إلى السفينة، فهو يرمز إلى السلام والطمأنينة اللذين سيسودان الكنيسة الأبديّة عند مجيئه الثاني المجيد. لأنّه سيأتي بمجد عظيم ويظهر للجميع، فإنّ التعجّب جعل كلّ الذين كانوا في السفينة يقولون: "أَنتَ ابنُ اللهِ حَقّاً!" لدى عودته بمجد عظيم، سيعترف جميع البشر بشكل علني وواضح بأنّ ابن الله أعاد السلام إلى الكنيسة، لكن ليس من خلال تواضع الجسد هذه المرّة، إنّما بمجد السماء.