واشنطن بوست: على جهاز الخدمة السرية الاعتراف بإخفاقاته
حثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، جهاز الخدمة السرية على الاعتراف بإخفاقاته أمام الأمة، مؤكدة أن إصلاح الجهاز سيتطلب أكثر من مجرد تحقيق.
وقالت الصحيفة، في مقال افتتاحي نشرته اليوم الأحد، إن حادث إطلاق النار الذي وقع في 13 يوليو الجاري، في باتلر بولاية بنسلفانيا، والذي كان فيه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على بُعد أقل من بوصة واحدة من الموت مأساة وطنية، وكان من الممكن تفادي وقوع هذا الأمر.
ورأت الصحيفة أنه يتعين على جهاز الخدمة السرية الآن أن يثبت للأمريكيين أنه يمكن لعملائه التعامل مع المخاطر التي تنطوي عليها المنازعات السياسية.
وأضافت أنه يمكن للجهاز أن يبدأ بتقديم تقرير كامل للدولة عن فشله في حماية ترامب، فلم يكن ينبغي لمنفذ الهجوم أن يتمكن أبدًا من إطلاق النار من بندقية من طراز "إيه آر-15" على الرئيس السابق، ولا حتى الصعود إلى سطح مبنى بالقرب من المكان الذي كان يتحدث فيه ترامب، لكنه فعل.
واعترفت مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل بأن "الأمر غير مقبول" فيما قالت الصحيفة إن فشل جهاز الخدمة السرية في حماية ترامب ليس خطأ فرديًا بل هو الأسوأ في السنوات الأخيرة.
وقد وثقت "واشنطن بوست" أخطاء فادحة ارتكبها عملاء الخدمة السرية أثناء زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وأظهر تحقيق أن زوجين غير مدعوين تمكنا من اقتحام أحد حفلات العشاء الرسمية لأوباما، كما تمكن العديد من الأشخاص من تجاوز الأمن والاقتراب من أوباما، وفي عام 2015، خلص تحقيق أجراه الحزبان الجمهوري والديمقراطي إلى أن الجهاز يعاني من أزمة.
وأكدت الصحيفة، أنه يجب على جهاز الخدمة السرية والكونجرس، طرح بعض الأسئلة الأكبر حول الجهاز مثل "هل يقوم جهاز الخدمة السرية بالكثير من المهام؟"، إذ لا يقوم عملاؤه بحراسة الرئيس ونائب الرئيس وعائلاتهما فحسب بل يحرسون أيضًا المرشحين الرئاسيين الرئيسيين والرؤساء السابقين وبعض الزعماء الأجانب الزائرين، وكل هؤلاء الأشخاص يسافرون أكثر مما كانوا عليه في العقود الماضية، كما يتحمل جهاز الخدمة السرية أيضًا مسئولية مكافحة تزوير العملة.
واختتمت الصحيفة الأمريكية افتتاحيتها بالتأكيد على أن إصلاح جهاز الخدمة السرية يبدأ بالاعتراف بأخطائه هذا الشهر، كما أنه من حق الكونجرس أن يتساءل عما إذا كانت هذه هي اللحظة المناسبة لإجراء إصلاح أكبر بالجهاز.