رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراها.. ما الذي دفع الضباط الأحرار إلى القيام بثورة يوليو؟

أرشيفية
أرشيفية

في الثالث والعشرون من يوليو كل عام، تحتفل مصر بأولى ثوراتها التي حققت إنجازات كبيرة في وقت قصير، انجازت قضت على حكم أبناء محمد علي إلى الأبد، وحولت مصر من حكم العائلة الواحدة إلى حكم الشعب، جمهورية يعمل رئيسها لدى الشعب وليس يعمل شعبها لدى عائلة واحدة تعتقد أن الأرض ومن عليها ملكًا لها. 

 

في السطور التالية نشير إلى أبرز الأسباب التي أدت إلى قيام ثورة يوليو:

 

أحزاب متصارعة أخر همها مصلحة الشعب

لم تكن أزمة الأحزاب السياسية في مصر وليدة اللحظة، وإنما هي نتاج سنوات طويلة من إصرار كل طرف على أفكاره، أفكار يتجاهل معها المصلحة العامة للوطن، وبالتالي لم تتمكن مصر طوال الـ25 سنة التي سبقت الثورة على الأقل من الوصول إلى قرار واحد يتفق عليه الجميع فيما يخص الحياة النيابية والتشريعية في مصر، ويظهر ذلك جليًا في عدم الاستقرار على حكومة واحدة أو مجلس نواب واحدة أكثر من أربع إلى خمس سنوات ولا أكثر من ذلك، وكلما اقترب موعد الثورة كلما ازداد الوضوع سوءًا.

 

ضعف الاهتمام بالتعليم

الكثير من الأصوات في ذلك الوقت وهي أصوات الأقلية الحاكمة، من الإقطاعين الذين يضعون البلد تحت سيادهم وحكمهم، نادوا بألا يجب أن يحصل الجميع على نفس القدر من التعليم، بالذات هؤلاء الأطفال أبناء الفلاحين، فماذا يفيد تعليمهم التاريخ والجغرافيا طالما أنهم لن يعملوا إلا في مجال الزراعة كأبائهم وأجدادهم وأن التعليم بمفهومه العام لا يجب أن يتلقاه إلا أبناء الأعيان، أصحاب الأراضي، الذين يجنون كل عام أتمان بيع المحاصيل دون العمل بها. 

 

 

موعد أجازة 23 يوليو والعطلات الرسمية المتبقية في 2024

تطويق قصر الملك

واقعة فبراير 1942، لا تخفى على أحد، كما لا يخفى على أحد صداها في قلوب وعقول المصريين الذين شعروا بإهانة بالغة ليست للقصر وحده وإنما لمصر بأكملها، فكيف لبريطانيا أن تتدخل بهذا الشكل وتقف أمام إرادة الجماهير وتجبر حاكمها وهو الملك فاروق، بالنزول إلى القرارات التي يردونها. 

 

حرب فلسطين

إن كانت جموع الشعب المصري في الشوارع والميادين، تدين بكل قوة ما حدث في قصر الملك، فإن واقع هذا الفعل وأثره في نفس الضباط وتحديدًا الأحرار منهم كبير وعظيم، هؤلاء أبناء الطبقة المتوسطة الذين مروا في خلسة من الزمن ودخلوا إلى الكليات الحربية؛ ليشكلوا معًا مجموعة الخلاص التي تأخذ بيد مصر من الظلام إلى النور. 

فما لبث الضباط الأحرار أن يتخلصوا من واقعة فبراير في أنفسهم، حتى تبعتها الطامة الكبرى في حرب فلسطين، بسبب صفقة الأسلحة الفاسدة، وتورط الملك فاروق فيها، هذا كله، جعل الثورة قرار محسومًا وانتظار الوقت المناسب، هو الشيء الوحيد الذي انتظره جمال عبد الناصر ورفاقه، ومن فوقهم قائد المجموعة محمد نجيب، صاحب الفضل في أن تنال هذه المجموعة ثقة المصريين فيلتفوا وراءها ليس في الجيش فقط وإنما في الشارع أيضًا. 

 

وزير الداخلية يهنئ الرئيس السيسى بذكرى ثورة 23 يوليو