حسام صالح: الذكاء الاصطناعى ضعيف أمام الإبداع الإنسانى
قال المهندس حسام صالح، الرئيس التنفيذي للأعمال بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن "الإنسان هو الأفضل؛ لأننا خلق الله، أما الآلة ستظل تتعلم ولن تسبق الإنسان".
أضاف صالح، في كلمته أمام المؤتمر العلمي الثالت لكلية الإعلام بجامعة النهضة تحت عنوان: "صناعة الإعلام والترجمة الابداعية في عصر الذكاء الاصطناعي والتحولات الرقمية"، أن التحديات التي تواجه تطبيقات الذكاء الاصطناعي كثيرة، أهمها أن الشركات التي تعمل علي اختراع أدوات الذكاء الاصطناعي يقابلها شركات أخري منافسة في نفس المجال ومن ثم فإن البشر هم من يطورون تلك الأدوات، محذرا أن الخطر الحقيقي الذي يجب أن ننتبه إليه جميعا – وإن لم يحدث حتي الآن- أن هذه الأدوات تتعلم من بعضها البعض بعيدا عن سيطرة الإنسان، منبها أنه من المتوقع أن يحدث ذلك في المستقبل ويكون التحدي الإنساني في مواجهة هذا الخطر بأن نقدم أدوات جديدة تواجه هذا التحدي أو نلحق به.
وقال إن التحديات التي قد تنجم من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لا يمكن التنبؤ بمخاطرها مستقبلا انه عالم سريع التطور، هذا ما دفع عددا ضخما من رؤساء بعض الشركات العالمية التي تعمل في هذا المجال بتقديم استقالتهم من مناصبهم عبر فيديوهات مسجلة قائلين "نخن نعتذر للعالم بأننا كنا موجودين داخل معامل تعمل بالذكاء الاصطناعي ونحن علي دراية أين سيذهب العالم جراء استخدام هذه الأدوات".. وبعضهم أطلق ما هو أخطر من هذه العبارات والتصريحات بأن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قد يصل إلي حد تدمير العالم، وأن القادم هو الأصعب، مشيرا إلي أن الانتباه والاستعداد لتحديات المستقبل هو الأهم، رغم أن هناك آراء مخالفة وأكثر تفاؤلا من هذه التحذيرات.
فيما يتعلق بتشريعات وأخلاقيات استخدام أدوات الذكاء الأصطناعي، قال إن الآلة تطور نفسها دون الاكتراث بأخلاقيات البشر، وفي حالة وقوع خطأ الآلة يبقي السؤال بمن نذهب إلي المحاكمة هل سنذهب بالآلة أو "السوفت وير"، لافتًا إلى اعتماد الاتحاد الآوروبي قانونا رائدا للذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا القانون يواجه رد فعل عنيفا من 4 شركات عالمية رائده في مجال الذكاء الاصطناعي وإعلان أنهم قادرون علي اختراق هذا القانون قبل أن يري النور أو ينتهي المشرع من إصداره.
أضاف أن مصر وجامعة الدول العربية سبقوا الاتحاد الآوروبي في تقنين استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وذلك حرصا من الجميع علي الثقافة والهوية العربية، موضحا أن المؤتمر الذي عقد بالعاصمة "الرياض" مؤخرا وكان من أهم توصياته وضع خطوط عريضة وتشريعات من أجل حماية الوطن العربي من تداعيات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
وأكد صالح في نهاية كلمته أن الإعلام لايزال بخير طالما أن هناك مبدعين لديهم القدرة علي صناعة المحتوي فالإنسان يقرأ ويختار برؤيته وإبداع ما يقدمه من عمل إعلامي يقابل ذلك أخطاء كثيرة للآلة التي تحتاج إلي التعلم المستمر، مؤكدا أن قدرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام والصحافة ضعيفة أمام الإبداع الإنساني، وأن العنصر البشري أكثر تعقيدًا من أي "سوبر كمبيوتر" فالإنسان آلة ربانية أما الذكاء الاصطناعي فهو آلة من صنع البشر.