الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول الخميس الخامس عشر من زمن السنة
تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الخميس الخامس عشر من زمن السنة، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ما زال مجيء المسيح الثالث مُلكًا للمستقبل. فهو سيحصل إمّا يوم الدينونة، أو في ساعة الممات.
إنّ دينونة المسيح عادلة لأنّه ابن الانسان وحكمة الآب التي تنتمي إليها كلّ دينونة. في الواقع، إنّ جميع القلوب شفّافة وظاهرة له، في السماء وعلى الأرض وفي الجحيم... فالطريقة التي يستخدمها الرّب يسوع المسيح، عريسنا وديّاننا خلال هذه الدينونة، تتضمّن المكافأة والعقاب وفقًا للعدالة، لأنّه يمنح كلّ واحد وفقًا لاستحقاقاته.
لكلّ رجل طيّب، ولقاء كلّ عمل خير يُصنع في الله، يمنح الرّب يسوع المكافأة بدون حدود، مكافأة تتمثّل به شخصيًّا والتي لا يستحقّها أيّ كائن. في الواقع، بما أنّ الرّب يسوع يساهم في كلّ عمل للخليقة، فإنّه بفضل قدرة الرّب يستحقّ الكائن أن ينال المسيح بذاته كمكافأة، وذلك بكلّ إنصاف.
يجب أن نتبع المجيء الأوّل، حيث أصبح الله إنسانًا وعاش بتواضع ومات حبًّا بنا، في الخارج مع العادات المثاليّة للفضائل، وفي الداخل مع المحبّة والتواضع الحقيقي. أمّا المجيء الثاني الحالي حيث يأتي الله بالنعمة في كلّ قلب يحبّ، فيجب أن نرغب فيه ونطلبه كلّ يوم، كي نبقى واقفين وننمو بفضائل جديدة. والمجيء الثالث الذي هو مجيء الدينونة أو ساعة الممات، يجب أن ننتظره ونرغب فيه، بثقة واحترام، لنتخلّص من النفي الحالي ولندخل في مساكن المجد.
النهر الرابع والأخير للحياة المتواضعة هو التخلّي عن الإرادة الشخصيّة وعن أيّ مسعى شخصيّ. ينبع هذا النهر من تحمّل الآلام بصبر. الإنسان المتواضع... يتخلّى عن إرادته الشخصيّة ويضع نفسه عفويّا بين يديّ الله. هكذا يصبح إرادة واحدة وحرّية واحدة مع الإرادة الإلهيّة... هنا يكمن أساس التواضع... إرادة الله، التي هي الحريّة بذاتها، تنزع عنّا روح الخوف وتجعلنا أحرارًا، ومحرّرين وفارغين من أنفسنا... حينها، يمنحنا الله روح المختارين الذي يجعلنا نصرخ مع الابن: "أَبًّا، يا أَبَتِ!".