الكنيسة الرومية الكاثوليكية تحتفل بذكرى القدّيسة العظيمة في الشهيدات مارينا
تحتفل الكنيسة الرومية الكاثوليكية بذكرى القدّيسة العظيمة في الشهيدات مارينا، وكان ولدها كاهناًَ للأصنام. لكن مربّيتها كانت مسيحيّة، فهدتها إلى الايمان المسيحي. استشهدت في انطاكية بيسيدية في عهد الإمبراطور كلوديوس الغوطي (268-269).
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أحبائي، واظبوا على أعمال الخير التي بدأتم بالقيام بها... يوجد أناس بؤساء يخدمون ملكًا أرضيًا ويخاطرون بحياتهم فيواجهون الصعوبات الكثيرة بهدف الحصول على ربح سريع يذهب بهم إلى زوال؛ لمَ لا تخدمون ملك السماء من أجل أن تحظوا بسعادة الملكوت؟ فبالإيمان، دعاكم الرّب إلى كرمه أي إلى الاتحاد بالكنيسة المقدّسة، عيشوا إذًا وتصرّفوا حتى يمكنكم بفضل كَرَم الله أن تحظوا بالأجر أي سعادة ملكوت السماوات.
لا تيأسوا بسبب فظاعة خطاياكم ولا تقولوا: "كم هو كبير حجم الخطايا التي قمت بها حتى شيخوختي وآخر أيّامي؛ لم أعد أستطيع الحصول على الغفران بالأخص أنّ خطاياي هي التي تركتني ولست أنا من تخلّيت عنها". لا ييأس أحدكم أبدًا من الرحمة الإلهية لأنّ البعض هم مدعوون إلى الكرم في الساعة الأولى، آخرون عند الساعة الثالثة وآخرون عند السادسة وبعضهم عند الساعة التاسعة وغيرهم عند الساعة الحادية عشرة هذا يعني أنّ منهم من هم مدعوون إلى خدمة الله منذ الصغر ومنهم في المراهقة ومنهم في البلوغ ومنهم في الشيخوخة وآخرين في آخر أيّامهم.
فلا ييأسن أحدٌ إذًا لو مهما بلغ عمره إذا أراد أن يهتدي إلى الله... اعملوا بوفاء في كرمة الكنيسة من أجل أن تحظوا بأجر السعادة الأبدية وتملكوا مع الرّب يسوع المسيح إلى منتهى الدهور.
لقد أراد من خلال ذلك أن يُفهمنا مقدار المحبّة التي كان يكنّها لنا، تلك المحبّة الّتي لم يكن لأيّ عذاب القدرة على تخفيفها، وأن يعلّمنا أيضًا كيف يجب أن نحبّ قريبنا، والحال فإنّ المسيح الذي طلب الغفران لأجلنا، كان متأكّدًا من أنّ طلبه قد تحقّق لأنّ أباه السماوي الذي يكرّمه كثيرًا لا يرفض له طلبًا.