"البيزنطية" تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد في الكهنة أثينوجانيس وتلاميذه العشرة
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد في الكهنة أثينوجانيس وتلاميذه العشرة، الذين استشهدوا في عهد الإمبراطور ديوكليستانوس. كان خور أسقفاً في سبسطية من بلاد ارمينية. الّف نشيدًا في الروح، ذكره القدّيس باسيليوس الكبير مع نشيد صلاة الغروب "ايها النور البهيّ...".
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ العبارة الأولى الّتي قالها المسيح على الصليب كانت صلاةً من أجل الّذين صلبوه؛ وقد فعل حينذاك ما كتبه كاتب الرّسالة إلى العبرانيين: "وهو الّذي في أيّام حياته البشريّة، رفع الدعاء والابتهال" . بالطبع، إنّ الّذين صلبوا مخلّصنا الإلهيّ لم يكونوا يعرفوه...، لأنّهم لو عرفوه لَما صلبوه . وعندما رأى ربُّنا جهل هؤلاء وضعفهم، سامحهم وقدّم من أجلهم هذه الذبيحة لأبيه السماويّ، فالصلاة ذبيحة...: "اغفر لهم يا أبتِ لأنّهم لا يدرون ما يفعلون" كم كانت عظيمة شعلة المحبّة الّتي كانت تضطرم في قلب فادينا الوديع. فبالرغم من آلامه المرّة وعذاباته الّتي كادت أن تفقده القدرة على الصلاة لنفسه، استطاع بقوّة محبّته أن ينسى ذاته، لا الّذين خلقهم...
لقد أراد من خلال ذلك أن يُفهمنا مقدار المحبّة التي كان يكنّها لنا، تلك المحبّة الّتي لم يكن لأيّ عذاب القدرة على تخفيفها، وأن يعلّمنا أيضًا كيف يجب أن نحبّ قريبنا، والحال فإنّ المسيح الذي طلب الغفران لأجلنا، كان متأكّدًا من أنّ طلبه قد تحقّق لأنّ أباه السماوي الذي يكرّمه كثيرًا لا يرفض له طلبًا.
لا تيأسوا بسبب فظاعة خطاياكم ولا تقولوا: "كم هو كبير حجم الخطايا التي قمت بها حتى شيخوختي وآخر أيّامي؛ لم أعد أستطيع الحصول على الغفران بالأخص أنّ خطاياي هي التي تركتني ولست أنا من تخلّيت عنها". لا ييأس أحدكم أبدًا من الرحمة الإلهية لأنّ البعض هم مدعوون إلى الكرم في الساعة الأولى، آخرون عند الساعة الثالثة وآخرون عند السادسة وبعضهم عند الساعة التاسعة وغيرهم عند الساعة الحادية عشرة هذا يعني أنّ منهم من هم مدعوون إلى خدمة الله منذ الصغر ومنهم في المراهقة ومنهم في البلوغ ومنهم في الشيخوخة وآخرين في آخر أيّامهم.