الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس الكسيس
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديس الكسيس رجل الله، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إنه ولد القديس الكسيس من اسرة نبيلة في مدينة رومه والده يدعى اوفميانس وامه اسمها اغلانس وكانت عاقراً ، وكان هذان الزوجان حزينين دائما على حرمانهما من الانجاب .
كان يتوسلان إلى الرب بالصلاة والصوم والصدقة أن يرزقهما ابناً يكون وريثاً لاموالهما بعد موتهما . ومن أجل أعمالهما الصالحة وحبهما للقريب ولأنهما جعلا بيتهما ملجأ ً للأرامل والأيتام ومأوى للغرباء استجاب الرب لهما ورزقهما غلاماً سمياه الكسيس . فربياه في الحياة المسيحية والعلوم . ولما بلغ سن الشباب خطبا له صبية من بنات الأشراف .
ولما حانت ليلة العرس كلمه الله باطناً واعلمه بأنه يريده في خدمته . وأمره أن يترك عروسه وينفصل عن أهله واصدقائه وينطلق إلى المكان الذي يريه اياه . فاطاع الكسيس الهام الله . وخرج من بيت ابويه متنكراً وتوجه إلى الميناء في ساحل البحر . فقدر له الله سفينة فركبها وسار حتى وصل الى اللاذقية . ومن هناك سار إلى مدينة الرها وسكن فيها بقرب كنيسة مريم العذراء وكان يستعطي خبز كفافه يوماً فيوماً ويقضي زمانه في الصلاة . وعاد الى موطنه فى رومه ، لما توجه إلى البيت صادف في الطريق اباه ومعه خدامه . فدنا منه الكسيس قائلاً : ياسيدي اتضرع إليك فى حب الله أن تسمح لى أن آوى في زواية صغيرة من بيتك وأن أعيش بالفتات التى تسقط من مائدتك . فاني لست مكلفك بشئ ولا مثقلاً على خدامك ، اعمل معى هذا الاحسان الذي لا تزال تصنعه مع الفقراء .
فتعطف اوفميانس بهذه الكلمات وخطر في باله ابنه الكسيس الذي كان أمامه ولم يعرفه لأن هيئته قد تغيرت . وأوصى به أحد خدامه فأخذه الخادم وادخله قبة صغيرة مظلمة فسكن فيها القديس الكسيس مدة سبع عشرة سنة من دون أن يعلم به أحد . وكان يقاسي أذيات كثيرة من خدام البيت إذ كانوا يهزأون به وبحالته الفقرية وبقداسة سيرته . وكان يفرح بنظره نفسه مرزولاً في بيت أبويه حبا لله .