من خيانة عرابي حتى حرب غزة.. أبرز الأحداث التي ارتبطت بقناة السويس
قبل 168 عامًا، تحديدًا في مثل هذا اليوم من عام 1856، ضربت أول فأس تدشينًا للبدء في أعمال حفر قناة السويس، والتي ارتبط تاريخها بالعديد من الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي هذ التقرير نستعرض لكم أبرز هذه الأحداث التي ارتبطت بالقناة وبتاريخها.
خيانة عرابي والاحتلال البريطاني
عندما قام الزعيم أحمد عرابي ورفاقه من أبطال الجيش المصري بالثورة العرابية، وكادوا ينجحوا في تحقيق مطالب الشعب المصري الذي التف من حوله لخلع الخديوي محمد توفيق، تعهد له ديليسبس ــ رئيس قناة السويس وقتها ــ أنه لن يسمح للإنجليز بالنزول من القناة، لكنه خان شرفه وقسمه وفتح قناة السويس للإنجليز ونقلهم فطعنوا الجيش المصري من الخلف، فضلاً عن خيانة مشايخ القبائل البدوية والعربان في ذلك الوقت، والذين اشتري الإنجليز ذممهم بأكياس من الذهب تبين فيما بعد أنها حوت جنيهات ذهبية مزيفة، مما أدي في نهاية المطاف لفشل الثورة العرابية ودخول الإنجليز لاحتلال مصر في العام 1882.
قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر
بعد نجاح ثورة 23 يوليو في العام 1952، اتجه الضباط الأحرار في مجلس قيادة الثورة وعلى رأسهم وفي القلب منهم الزعيم جمال عبدالناصر، والذي بدأ في خطط تنموية وإصلاحات اقتصادية واجتماعية لا تعد ولا تحصي.
وكان من هذه الإصلاحات بل وفي صدارتها مشروع بناء السد العالي لزيادة الرقعة الزراعية وتأمين احتياجات الشعب المصري من الموارد المائية، فضلا عن زيادة المواسم الزراعية التي كانت مرتبطة بفيضان النيل، فكان أن بدأت فكرة مشروع بناء السد العالي، وكان لابد من توفير المصادر المالية للبدء في المشروع، فاتجه “عبد الناصر” إلي صندوق النقد الدولي لطلب قرضا لتمويل بناء السد، إلا أن الأخير رفض طلب، فما كان من الرئيس عبد الناصر إلا أن اتجه بنظره إلي موارد مصر المنهوبة من قبل الإنجليز والفرنسيين والمتمثلة في إيرادات قناة السويس، وكان قرار تأميم القناة، لتصبح في العام 1956 "شركة مساهمة مصرية"، وهو القرار الذي أعلنه "عبدالناصر"، من ميدان المنشية بالإسكندرية خلال الاحتفال بالذكري الرابعة لقيام الثورة.
وجاء في أول بنود قرار التأميم: تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وينتقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات، وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة حاليًا على إداراتها، ويعوض المساهمون وحملة حصص التأسيس عما يملكونه من أسهم وحصص بقيمتها، مقدرة بحسب سعر الإقفال السابق على تاريخ العمل بهذا القانون فى بورصة الأوراق المالية بباريس، ويتم دفع هذا التعويض بعد إتمام استلام الدولة لجميع أموال وممتلكات الشركة المؤممة.
وما كادت تمر 3 أشهر علي قرار التأميم تحديدًا 29 أكتوبر 1956، حتى شنت دول انجلترا وفرنسا وإسرائيل عدوانا ثلاثيا ردا علي قرار استعادة مصر حقها في قناة السويس، إلا أن الشعب المصري أظهر بسالة في التصدي لهذا العدوان الذي اندحر وتراجع في السابع من نوفمبر من نفس العام 1956. خاصة بعض الضغوط التي مارسها الاتحاد السوفيتي.
كيف تأثرت قناة السويس بالحرب على غزة؟
وبحسب تصريحات لرئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي: "كان لحرب غزة تداعياتها السلبية على إيرادات قناة السويس والتهديدات الحالية للتجارة في البحر الأحمر".