هل تنهى مفاوضات الصين الخلافات بين فتح وحماس؟
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن التحركات الدولية الجارية بشأن مستقبل قطاع غزة أصبحت أكثر إلحاحًا، مشيرة إلى اجتماعات مرتقبة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين في الصين لبحث إنهاء الخلافات بين الجانبين.
وقال مسئولون من حركة حماس، أمس، إن الصين ستستضيف اجتماعات معهم الأسبوع المقبل، في محاولة لسد الفجوات بين الفصائل الفلسطينية.
وأوضحت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين أعربوا عن تفاؤلهم المتجدد خلال الأسبوع الماضي بأن المفاوضات المتوقفة بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس منذ فترة طويلة لوقف إطلاق النار تتقدم الآن، فيما أصبحت المناقشات حول مستقبل غزة أكثر إلحاحًا، بما في ذلك احتمال عمل حماس وفتح معًا.
أهمية مفاوضات فتح وحماس في الصين
وقالت الصحيفة إلى أن المحاولات للوساطة بين حماس وفتح فشلت في تحقيق نتائج ملموسة، بما في ذلك الاجتماع الذي عقد في بكين في أبريل الماضي، فقد أعرب العديد من المراقبين عن تشاؤمهم الشديد من أن المحادثات في العاصمة الصينية ستحقق انفراجة بين الحركتين.
وتابعت الصحيفة: "بالنسبة للصين فإن استضافة الاجتماع بين حماس وفتح سوف تكون بمثابة فرصة أخرى لتصوير نفسها كوسيط على الساحة العالمية"، مشيرة إلى أنه في السنوات الأخيرة، عملت الصين على توسيع علاقاتها ونفوذها في الشرق الأوسط، وعلى الأخص المساعدة في التوسط في التقارب الدبلوماسي بين المملكة العربية السعودية وإيران العام الماضي، كما عمقت استثماراتها في المنطقة، وتعهدت بتوسيع التعاون مع الدول هناك في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، حيث سعت الولايات المتحدة إلى عزل الصين.
وسيترأس إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، وفد الحركة إلى بكين، وفقًا لموسى أبومرزوق، مسئول كبير في حماس.
ومن المقرر أن توفد فتح ثلاثة مسئولين، بينهم محمود العالول، نائب رئيس الحركة، إلى العاصمة الصينية، بحسب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، مؤكدًا أن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، سيجتمع مع الفصائل الفلسطينية في 21 يوليو الجاري ومرة أخرى في 23 من الشهر ذاته، على أن تجتمع المجموعتان على انفراد بينهما.
وقال الأحمد: "نحن متفائلون دائمًا، لكننا نقول ذلك بحذر".
وكشفت "نيويورك تايمز" أن الخلافات بين حماس وفتح منذ أيام بعد أن قتلت إسرائيل عشرات الفلسطينيين في غارة جوية في جنوب غزة قالت إنها استهدفت زعيم الجناح العسكري لحركة حماس محمد ضيف.
وقال مكتب محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، إن إسرائيل والولايات المتحدة تتحملان المسئولية الكاملة عن "المذبحة الرهيبة"، لكنه أشار إلى أن حماس قدمت لإسرائيل ذريعة لمهاجمة المدنيين الفلسطينيين من خلال التواجد بين صفوفهم، فيما ردت حماس باتهام مكتب عباس بـ"إعفاء" إسرائيل من المسئولية عن أفعالها.
مستقبل حكم غزة بين فتح وحماس
وقد اقترح المسئولون الأمريكيون أن السلطة الفلسطينية يجب أن تلعب دورًا مركزيًا في حكم غزة ما بعد الحرب، الأمر الذي سيتطلب على الأرجح موافقة حماس، فيما يرى عدد متزايد من الفلسطينيين أن فتح وحماس بحاجة إلى إيجاد أرضية مشتركة للمضي قدمًا في إعادة إعمار غزة عندما تنتهي الحرب.
وقال إبراهيم دلالشة، مدير مركز الأفق، وهو مجموعة أبحاث سياسية فلسطينية: "لا يزال هناك انقسام كبير بين حماس وفتح، ولكن هناك ضرورة مطلقة لتحقيق إجماع وطني لإدارة غزة وفي غياب ذلك، ستكون هناك مأساة كبيرة".
وأبدى مسئولو حماس استعدادهم للتخلي عن السيطرة المدنية على غزة وتسليم مسئولية إعادة بناء القطاع إلى حكومة مستقلة، لكنها استبعدت تفكيك جناحها العسكري.
ويقدر مسئولو الأمم المتحدة أن إعادة بناء غزة ستتكلف عشرات المليارات من الدولارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الدول صنفت حماس كمنظمة إرهابية، مما يحد من قدرتها على العمل مع أي مؤسسات مرتبطة بالجماعة، موضحة أن تشكيل حكومة في غزة دون علاقات رسمية مع حماس يمكن أن يسهل على الولايات المتحدة والدول الأوروبية والمنظمات الدولية المشاركة في إعادة إعمار غزة.