الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسَ الشهيد كيريكوس
تحتفل الكنيسةالبيزنطية بذكرى لقدّيسَين الشهيدَين كيريكوس ويولطّه أمّه حيث استشهدا في عهد الإمبراطور ديوكليسيانوس، في طرسوس كيليكية، حول سنة 296. لما قبض على القديسة يولطّة، حاول الحاكم أن يتملّق طفلها كيريكوس البالغ من العمر ثلاث سنوات. لكن الطفل أخذ يلكم الحاكم برجليه ويديه، فغضب ورفع الطفل وضرب رأسه بدرجه المحكمة، فمات، ثم قطع رأس والدته. وان دير الملاك ميخائيل بالزوق، للراهبات الباسيليات الحلبيات، يحتفظ حتى اليوم بيد الطفل الصغير القدّيس كيريكوس
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
"علينا أن نتذكّر أنّ لقب المسيح اللاهوتيّ الرئيسيّ هو "الابن". إلى أيّ مدى كانت هذه التسمية واردة سابقًا لغويًّا بالطريقة الّتي قدّم بها الرّب يسوع نفسه؟... من دون أي شك، إنّها محاولة لتلخيص الانطباع العام الّذي تعطيه حياته بكلمة واحدة؛ إن اتّجاه حياته، وأصلها، ونقطة انتهائها لها كلّها اسم واحد وهو "أبّا" – أي أب. لقد عرف المسيح أنّه لم يكن أبدًا وحيدًا؛ حتّى على الصليب مع الصرخة الأخيرة، كان يسمو بكامله نحو الآخَر، والّذي أعطاه اسمًا: "الآب". هذا ما جعل ممكنًا ألّا يكون لقبه الحقيقيّ "مَلِك" أو "ربّ" أو أي صفة أخرى متعلّقة بالسلطة، ولكن بكلمة واحدة نستطيع أن نترجمها بـكلمة "ابن".
نستطيع القول أنّ البنوّة كانت تتمتّع بمكانة بارزة في تبشير المسيح، ذلك لأنّها على صلة وثيقة بسرّه الأكثر شخصيًّا، وهو بنوّته. إنّ كرامته الأعلى، المتعلّقة بألوهيّته، ليست في النهاية قوّة يتملكّها من أجل ذاتها؛ إنّها تتركز في الالتفات نحو الآخَر – نحو الله الآب.
لقد أراد الإنسان دومًا أن يصير إلهًا وعليه أن يفعل ذلك. ولكنّه في كلّ مرّة، كما حدث في الحديث الأزليّ مع حيّة الفردوس، يحاول أن يصل إلى هذه الألوهة بتخطّيه وصاية الله بحيث لا يعود معتمدًا إلّا على نفسه ويجعل ذاته إلهًا. يصبح في كلّ مرّة، وبكلمة، راشدًا، متحرّرًا، وينكر الطفولة كحالة حياة، وينفذ إلى العدم لأنّه رفض حقيقته الخاصّة وهي الاعتماد على الله. لا يدخل الإنسان مع الابن في الألوهيّة إلّا بالمحافظة على ما هو أساسيّ للطفولة ووجود البنوّة وعيشه بحسب ما عاشه المسيح.