الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس كميلُس دي لالس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس كميلُس دي لالس، الكاهن الذي وُلِدَ في كييتي في ايطاليا عام 1550، التحق أولاً بالجندية، ثم ارتد الى الرب وكرس نفسه لخدمة المرضى. درس اللاهوت وسيم كاهناً. ثم اسس جمعية اهتمت بخدمة المرضى وبناء المستشفيات. توفي في روما عام 1614.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "أَمَّا الأَساس، فما مِن أَحدٍ يَستَطيعُ أَن يَضَعَ غَيرَ الأَساسِ الَّذي وُضعَ، أَي يسوعَ المسيح" هو وحده "الَّذي قَدَّسَه الآبُ وأَرسَلَه إِلى العالَم" "هو شُعاعُ مَجْدِ الآب وصُورةُ جَوهَرِه"، إله حقّ وإنسان حقّ، ومن دونه لا يستطيع أحد معرفة الله كما يجب لأنّه "ما مِن أَحدٍ يَعرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْن ومَن شاءَ الابنُ أَن يَكشِفَه لَه". بالتالي، فإنّ جَمعَ كُلَّ شَيءٍ "تَحتَ رأسٍ واحِدٍ هو المسيح" وإعادة البشر إلى طاعة الله هما أمر واحد ووحيد. لذا، فإنّ الهدف الذي يجب أن تنصبّ كل جهودنا عليه هو إعادة الجنس البشري تحت سلطان الرّب يسوع المسيح. بعد تحقيق ذلك، سيجد الإنسان نفسه منقادًا نحو الله: ليس الله الجامد وغير المكترث للحقائق البشريّة، كما تخيّله بعض الفلاسفة، لكن الله الحيّ والحقّ، بثلاثة أقانيم في وحدة طبيعتها، خالق الكون وناشر عنايته اللامتناهية على كلّ شيء، المعطي العادل للشريعة الذي سيحاكم الظلم ويكافئ الفضيلة.
إذًا، أين الطريق الذي يوصلنا إلى الرّب يسوع المسيح؟ إنه تحت عيوننا: إنها الكنيسة. قال لنا القدّيس يوحنا الذهبي الفم ذلك بحقّ: "الكنيسة هي رجاؤك، الكنيسة هي ملجأك". لهذا السبب، أسّسها الرّب يسوع المسيح بعد أن اكتسبها بثمن دمائه. لهذا السبب، أوكل إليها عقيدته ومبادئ شريعته، مانحًا إيّاها في الوقت عينه كنوز نعمته لتقديس البشر وخلاصهم. إذًا، أنتم ترون، أيّها الإخوة الأجلاّء، أي مهمّة أوكلت إلينا...: لا تطمحوا لأيّ شيء سوى تعليم الجميع عن الرّب يسوع المسيح... إنّها المهمّة نفسها التي أعلن بولس أنه تلقّاها: "يا بَنِيَّ، أَنتُمُ الَّذينَ أَتَمَخَّضُ بِهم مَرَّةً أُخْرى حتَّى يُصوَّرَ فيهمِ المسيح" أو، كيف يمكن إنجاز واجب كهذا بدون أن نكون أوّلاً "قد لبِسنا المسيح"؟ لقد لبِسنا الرّب يسوع المسيح إلى حدٍّ يمكننا معه القول: "الحَياةُ عِندي هي المسيح، والمَوتُ رِبْح"