رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حياة كريمة.. مصر تُحقق أهداف التنمية المستدامة من خلال تنمية الريف

حياة كريمة
حياة كريمة

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي ببدء برنامج حياة كريمة، بهدف تحويل القرى إلى تجمعات ريفية مستدامة بتكلفة 700 مليار جنيه خلال 3 سنوات، وتستهدف المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" تحسين جودة الحياة للمواطنين، وخفض معدلات الفقر والبطالة، وتتميز هذه المبادرة بمراعاة كل الأبعاد التنموية وفقًا للأهداف الأممية الـ17، ولأول مرة يتم استهداف كل محاور التنمية اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا من خلال مشروع قومي متكامل، ما يكرس مفاهيم العدالة الاجتماعية في الجمهورية الجديدة.

منهجية عمل المبادرة الرئاسية

فى البداية يقول الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة لدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن مبادرة حياة كريمة حرصت على تبني الأسس والمعايير العلمية الدقيقة لتحديد القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لبيانات ومسوح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وبالتنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية، ومن هذه المعايير؛ ضعف الخدمات الأساسية من شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه، انخفاض نسبة التعليم وارتفاع كثافة فصول المدارس، الاحتياج إلى خدمات صحية مكثفة لسد احتياجات الرعاية الصحية، سوء أحوال شبكات الطرق، بالإضافة إلي  ارتفاع نسبة فقر الأسر القاطنة في تلك القرى.

وأشار عبدالمنعم السيد في تصريح خاص، لـ"الدستور"، إلى أنه وفقا لهذه المعايير تم تقسيم المبادرة إلى ثلاث مراحل، تشمل المرحلة الأولى منها القرى ذات نسب الفقر من 70% فيما أكثر باعتبارها القرى الأكثر احتياجًا وتحتاج إلى تدخلات عاجلة، على حين تتضمن المرحلة الثانية القرى ذات نسب الفقر من 50% إلى 70% وهي القرى الفقيرة التي تحتاج لتدخل ولكنها أقل صعوبة من المجموعة الأولى، أما المرحلة الثالثة من المبادرة فهي تشمل القرى ذات نسب الفقر أقل من 50% التي تعاني تحديات أقل لتجاوز الفقر.

من ناحية أخرى، أوضح مدير مركز القاهرة لدراسات الاقتصادية أن المبادرة راعت أسس إعداد موازنة البرامج والأداء التي توسعت الدولة في تطبيقها في الآونة الأخيرة، ومن أهمها تبرير عملية تخصيص الاعتمادات حتى تتمكن وزارة المالية من تقييم أثرها على الموازنة المتاحة ومقارنتها بمقترحات التمويل التنافسية.

وأضاف: توافقت أهداف هذه المبادرة مع الأهداف والغايات القطاعية على نطاق الحكومة خاصة تلك الأهداف التي تنعكس في رؤية مصر 2030، وفي برنامج عمل الحكومة (2018-2022).

وأكد أنه حرصًا من الحكومة على قياس وتقييم نتائج المبادرة والإعلان عنها بوضوح وشفافية، سعت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لوضع وصياغة مؤشرات قياس الأداء لرصد حالة التنمية قبل وبعد المبادرة، بحيث يعتمد عليها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في المسوح الميدانية التي يقوم بها، لقياس الأثر على معدلات الفقر، والبطالة، وحالة التنمية. 

وأردف: تم إطلاق أول منظومة إلكترونية مُتكاملة لإعداد خطة مبادرة "حياة كريمة" ومتابعة تنفيذ المشروعات وقياس الأثر التنموي للمبادرة، بالإضافة الى إطلاق مُؤشّر "جودة الحياة: الاحتياجات الأساسية" لقياس أثر المُبادرة على تحسين مستوى معيشة المواطنين.

وقد كشف مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية عن أن هناك  تقرير متابعة الأداء عن انخفاض متوسط معدل الفقر بحوالي 14 نقطة مئوية، وتوقّع تحسّن معدل إتاحة الخدمات الأساسية بـ18 نقطة مئوية في قرى المرحلة الأولى. 

المستهدفات وإنجازات المرحلة الأولى من المبادرة 

 واستطرد عبدالمنعم السيد، قائلا إن تجاوز حجم الاستثمارات التي تم ضخها خلال السنة الأولي فقط مبلغ 150 مليار جنيه، تضمنت 143 قرية في 46 مركزا بحوالي 11 محافظة، ليصل عدد المستفيدين إلى 1.8 مليون مستفيد وخلال الفترة من يوليو 2019 حتى نهاية 2020 تمت تغطية 375 قرية، بإجمالي عدد أسر 756 ألف أسرة (3 ملايين فرد).

وقال: على الرغم مما يتطلبه إنجاز هذا الحجم من الاستثمارات من فترة زمنية لا تقل عن عشر سنوات، حيث يواجه تنفيذ مشروعات مبادرة حياة كريمة العديد من التحديات ليست فقط من الناحية المادية، بل هناك أيضًا تحديات تتعلق بالقدرات التنفيذية والطاقات الاستيعابية التي تمكن الدولة من القيام بذلك، ما تتطلب تضافر جهود كل أجهزة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني للإسراع في تنفيذ هذه المشروعات.

ومن أهم نتائج تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة

خفض معدلات الفقر

وأكد أن مبادرة "حياة كريمة" نجحت في خفض معدلات الفقر وتوفير الخدمات في القرى التي تغطيها المبادرة، حيث انخفض معدلات الفقر في بعض القرى بنسبة 11 نقطة مئوية، كما نتج عنها تحسن معدل إتاحة الخدمات الأساسية بحوالي 50 نقطة مئوية في بعض القرى، فضلًا عن مساهمتها في التخفيف من حدة تأثيرات فيروس كورونا على حياة 4.5 مليون مواطن.

وقد أفاد بأن ساهمت هذه النتائج في إدراج المبادرة في المنصة الإلكترونية التابعة لإدارة الأمم المتحدة للشئون الاقتصادية والاجتماعية UNDESA ضمن أفضل الممارسات الدولية في تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة Practices Good SDGs، حيث تتلاقى مع العديد من أهداف التنمية المستدامة الأممية، كما أنها محددة وقابلة للتحقق ولها نطاق زمني، وقابلة للقياس. 

تحسين الخدمات الصحية

وقد أشار إلى أن ارتفع معدل التغطية بالخدمات الصحية بنحو 24 نقطة مئوية خلال المرحلة الأولى، من خلال تنفيذ 256 قافلة طبية، وإجراء1341 عملية جراحية، وتوفير 538 جهازا تعويضيا، وإجراء 5420 عملية عيون، وتوفير 16.6 ألف نظارة طبية، كما تم الانتهاء من إنشاء وتطوير 56 وحدة صحية خلال العام المالي 2020 /2021.

 الارتقاء بالخدمات التعليمية

وفى سياق متصل أوضح عبدالمنعم، أن تحسن معدل التغطية بالخدمات التعليمية بحوالي 12 نقطة مئوية، حيث أسهمت المبادرة، خلال المرحلة الأولى في انخفاض متوسط كثافة الفصول بحوالي 9%، وتم الانتهاء من إنشاء وتطوير 81 مدرسة وإنشاء 2705 فصول، وجار تنفيذ 5582 فصلا، وجار الطرح والإسناد لـ321 فصلا، كما تمت إتاحة خدمات تعليمية في 3 قرى محرومة، والانتهاء من تطوير 8 حضانات، فضلا عن محو أمية 3 آلاف مواطن.

تطوير خدمات الصرف الصحي وتوفير المياه النظيفة والنظافة الصحية

وأفاد بأن ارتفع معدل التغطية بالصرف الصحي بحوالي 46 نقطة مئوية من خلال؛ تركيب 706 خزانات صرف صحي منزلي، و1559 وصلة صرف صحي منزلي، ومد شبكات مياه بأطوال 7 كم، بالإضافة إلى تركيب 1637 وصلة مياه للمنازل، وإنشاء وتطوير 49 بئرا للمياه جوفية، وتوصيل خدمة الصرف الصحي لعدد 21 قرية. 

كما تابع أنه تم الانتهاء من تبطين 900 كم من الترع من إجمالي 2500 كيلو مستهدفة، والعمل على توصيل المياه لنهايات الترع، وتقليل تكلفة التطهير.

التدخلات الاجتماعية

وفى نفس السياق، واصل مدير مركز الدراسات الاقتصادية والاستيراتيجة أنه في إطار مبادرة سكن كريم المستهدفة في قرى المرحلة الأولى من مبادرة "حياة كريمة"، التي تستهدف إعادة تأهيل 360 ألف وحدة سكنية في قرى الريف المصري، تم الانتهاء من حصر مستحقي سكن كريم بمعرفة وزارة التضامن الاجتماعي، ورفع كفاءة نحو 12 ألف منزل، ورصف طرق بأطوال 167.3 كم، وتركيب 9.4 ألف عامود إنارة، وإنشاء وتطوير 13 وحدة بيطرية، وإنشاء وتطوير 32 مركز شباب وملعبا خماسيا، وإنشاء أو تطوير 9 وحدات اجتماعية، و4 وحدات محلية.

توصيل الغاز الطبيعي

 واستكمل الدكتور عبدالمنعم حديثه، قائلا إن عدد القرى المحرومة والمقرر خدمتها وتوصيل الغاز الطبيعي إليها ضمن أعمال المبادرة، تصل إلى نحو 1332 قرية، منها 199 قرية تم الانتهاء من مشروعات الصرف الصحي بها، وجار تنفيذ أعمال توصيل الغاز الطبيعي لها، وذلك بتكلفة قدرها 3.3 مليار جنيه، إلى جانب 423 قرية، مقرر البدء بها فور الانتهاء من تنفيذ مشروعات الصرف الصحي بها بتكلفة 5.5 مليار جنيه، و710 قرى أخرى بتكلفة 7.5 مليار جنيه.

رفع معدلات التشغيل وتوفير فرص العمل اللائق 

تم توفير 123 ألف فرصة عمل، وإتاحة قروض بحوالي 896 مليون جنيه، بالإضافة إلى إتاحة تمويل للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر بقيمة 438 مليون جنيه، وفرت نحو71 ألف فرصة عمل بمحافظات أسيوط، سوهاج، قنا، القليوبية، المنيا، أسوان، الأقصر، البحيرة، والوادي الجديد.

مستهدفات المرحلة الثانية من المبادرة

وقال تضمنت خطة العام المالي 2021 /2022، أهم الملامح الأساسية للاستثمارات المخصصة لتنفيذ مشروعات المرحلة الثانية من مبادرة "حياة كريمة"، وتوزيع تلك الاستثمارات على مختلف جهات الإسناد.

وتتوجه تلك المخصصات لاستكمال تنفيذ المشروعات الجاري إقامتها، إلى جانب الدخول في مشروعات جديدة.

ومن أهم هذه المستهدفات فيما يتعلق بقطاع الصحة

واستطرد: من المستهدف إنشاء وتجهيز 22 مستشفى، وإنشاء وتطوير ورفع كفاءة 1274 مركزا ووحدة صحية، و381 نقطة إسعاف، وذلك بمختلف المدن والقرى المستهدفة في إطار المشروع القومي لتطوير القرى المصرية.

التربية والتعليم

ويقول عبدالمنعم: تتضمن المخصصات الموجهة لتنفيذ مشروعات قطاع التربية والتعليم، إقامة 188 مدرسة جديدة، وصيانة 1227 مبنى تعليميا، واستكمال تنفيذ عدد من الفصول الدراسية، وتطوير مدارس قائمة، على مستوى القرى المستهدفة.

قطاع الشباب والرياضة

وتتضمن مشروعات وزارة الشباب والرياضة تنفيذ 891 مركز شباب و149 ملعبا إلى جانب تطوير وتجهيز مراكز شباب وملاعب خماسية.

مشروعات البنية التحتية

وأشار إلى أنه تتضمن المشروعات التي سيتم تنفيذها في قطاع مياه الشرب والصرف الصحي، استكمال تأهيل وتبطين الترع، واستكمال تنفيذ نحو 266 مشروعًا جار تنفيذها في هذا القطاع، إلى جانب توصيل شبكة الاتصالات الأرضية بالقرى المستهدفة، فضلًا عن تنفيذ المشروعات الخاصة برصف الطرق التي تربط القرى بالمراكز والمحافظات، ما يسهم في تيسير الحركة بينها. وإنشاء ورفع كفاءة وإحلال 617 كوبري، من بينها كباري للسيارات وأخرى للمشاة، والتعامل بالرصف ورفع الكفاءة لنحو 2045 طريقًا بطول 1404 آلاف كيلومتر .

إنشاء المجمعات الحكومية

وأكد أنه تيسيرا على المواطنين تستهدف المبادرة تنفيذ 317 مجمعًا حكوميًا على مستوى القرى المستهدفة، بحيث تعادل الوزارات المنشأة في العاصمة الإدارية.

توفير فرص العمل ورفع معدلات التشغيل

وأضاف أنه يجرى العمل على إنشاء مجمع حرفي صغير على مساحة تصل لفدان في كل وحدة محلية، بناء على الحرف والفرص الموجودة في كل قرية، بالتعاون مع القطاع الخاص الذي سيقوم بإدارة هذه المنظومة، وتوفير الخدمات التسويقية للشباب.

كما نوه بأن تسعي الدولة حاليا الانتهاء من مشروعات المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في 1667 قرية وتشغيل كل مشروعات المرحلة الأولي من المبادرة في 1477 قرية، حيث يبلغ نصيب الصعيد من مخصصاتها حوالي 68%، بالإضافة إلى تنمية 36 قرية للظهير الصحراوي اقتصاديًا ومتابعة تنفيذ الرؤية التنموية المتكاملة لتنمية محافظة شمال سيناء.. وتعزيز التكامل بين جميع هذه المشروعات القومية.

واوصل عبدالمنعم السيد، أن تستهدف الدولة من مشروع حياة كريمة تعزيز التنمية المكانية المتوازنة وتقليص الفجوات بين محافظات الوجه البحري والوجه القلبي من خلال توجيه مزيد من الاستثمارات إلى محافظات الصعيد من خلال برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر ليسهم في زيادة الأهمية النسبية لمساهمة الصعيد في الناتج المحلي الإجمالي بما لا يقل عن 16% عام 2026/ 2027.