الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيسة العظيمة في الشهيدات أوفيميّا
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسة العظيمة في الشهيدات أوفيميّا ويُعيّد للشهيدة ايضا في 16 ابريل. أما تذكار اليوم فيعود إلى تدخلها الاعجوبي في تثبيت حدّ الايمان.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:
"يربط "قانون إيمان الرّسل الأولين" إيمان المسيحيّن بمغفرة الخطايا ليس فقط بالإيمان بالرُّوح القدس فحسب، إنّما أيضًا بالايمان بالكنيسة وبالاتحاد بالقديسين. فقد وهبهم المسيح -القائم من الموت - سلطته الإلهيّة بغفران الخطايا من خلال إعطاء الرُّوح القدس للرسل : "نَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس، مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم"
ويربط ربنا غفران الخطايا بالإيمان وبالمعموديّة: "اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين، فمَن آمَنَ واعتَمَدَ يَخلُص، ومَن لَم يُؤمِنْ يُحكَمْ عَليه" فالعماد هو السرّ الأوّل والرئيسيّ لغفران الخطايا لأنّنا نتحد من خلاله بالرّب يسوع المسيح "الَّذي أُسلِمَ إِلى المَوتِ مِن أَجْلِ زَلاَّتِنا وأُقيمَ مِن أََجْلِ بِرِّنا" لكي "نَحْيا نَحنُ أَيضًا حَياةً جَديدة كما أُقيمَ المَسيحُ مِن بَينِ الأَمواتِ بِمَجْدِ الآب"
ففي اللحظة التي نعلن فيها للمرة الأولى ايماننا بالحصول على العماد المقدّس الذي يطهّرنا، نحصل على غفران مليء وكامل حتّى لا يبقى أيّ شيء لإزالته، إمّا من الخطيئة الأصليّة أو الخطايا التي ارتكبناها بإرادتنا الخاصة، أو أي قصاص علينا أن نتحمّله لمحوها... لكن نعمة المعموديّة لا تخلّص أحدًا من كلّ آفات الطبيعة. على العكس، علينا أيضًا أن نحارب حركات الشهوة التي لا تكفّ عن ايذائنا.
في هذه المعركة مع الميل إلى الشر، من سيكون الشجاع واليقظ لتفادي كلّ جرح تسبّبه الخطيئة؟... لذا كان يجب أن تكون الكنيسة قادرة على غفران أخطاء كل التائبين، حتّى وإن أخطأوا حتّى اللحظة الأخيرة من حياتهم: فبواسطة سرّ التوبة يتصالح المُعَمَّد مع الله والكنيسة.
لا خطيئة، أيًّا تكن درجة خطورتها، تعجز الكنيسة عن غفرانها. لا أحد، مهما بلغت درجة ذنبه وشرّه، يجب أن يفقد الأمل بخلاصه دائمًا، شرط أن تكون توبته صادقة. فالرّب يسوع المسيح، الذي مات من أجل البشر كلّهم وقام من بين الأموات، يريد ان تبقى أبواب التوبة مفتوحة دائمًا في كنيسته أمام كلّ من يتوب عن خطيئته.