رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تولى الرئيس الإصلاحى.. هل يغتنم الغرب الفرصة لمواصلة الدبلوماسية مع إيران؟

إيران
إيران

سلطت مؤسسة ECFR البحثية للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الضوء على العلاقات الإيرانية الأوروبية في عهد الرئيس الإيراني الإصلاحي الجديد، مشيرة إلى أنه في عهد الرئيس الجديد مسعود بيزشكيان، ستكون لدى إيران حكومة ذات توجه إصلاحي،  ونظرًا للقلق البالغ بشأن برنامج إيران النووي وموقفها الإقليمي، ينبغي للغرب أن يغتنم الفرصة لمواصلة الدبلوماسية المبدئية مع طهران.

المعسكر الإصلاحي 

 

وينتمي بيزشكيان وهو جراح ووزير سابق وبرلماني، إلى ما يسمى بالمعسكر الإصلاحي في الطيف السياسي الإيراني، وتنتظره قائمة شاقة من التحديات أهمها الاقتصاد المتعثر الذي أضعفته سنوات من سوء الإدارة والعقوبات؛ والانقسام الاجتماعي  والأسلاك الجيوسياسية التي دفعت إيران إلى حافة الحرب. 

علاوة على ذلك، من المرجح أن يتقلص الحيز المتاح لبيزشكيان للمناورة بسبب النظام السياسي الإيراني، حيث يسيطر المحافظون المتشددون على جميع مراكز السلطة الأخرى، ولكن قدرة بيزشكيان على الترشح للانتخابات الرئاسية تشير إلى أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ودائرته الداخلية - التي وافقت على قائمة المرشحين - يعترفون بأن الاضطرابات الأخيرة شوهت شرعية النخبة الحاكمة في الجمهورية الإسلامية على نطاق واسع.

 وبالتالي، على الرغم من انخفاض نسبة إقبال الناخبين تاريخيًا، فإن انتخاب بيزشكيان يعكس الفشل الذريع لسياسات رئيسي المتشددة في حل القضايا الاقتصادية والاجتماعية، والآن أصبح لدى الرئيس الجديد الفرصة لدفع السياسة في اتجاه مختلف - بما في ذلك ربما من خلال مفاوضات جديدة مع الغرب.

خلال الحملة، أعطى بيزشكيان الأولوية لتحسين الظروف الاقتصادية، مع اعتراف واضح بأن تخفيف العقوبات الدولية من خلال الدبلوماسية بشأن برنامج إيران النووي كان ضرورة. وفي الواقع، كان كبير مستشاريه للسياسة الخارجية خلال الحملة هو وزير الخارجية السابق جواد ظريف، الذي تفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015. ومن المرجح أن يلعب ظريف دورًا مؤثرًا - بشكل مباشر أو غير مباشر - في الحكومة الجديدة.

ويشير هذا إلى أنه من المرجح أن يحاول بيزشكيان إعادة التوازن الدقيق لعلاقات إيران مع الغرب، في أعقاب تواصل سلفه المستمر مع روسيا والصين، وهو يدعم استمرار وقف التصعيد مع العالم العربي والحد من التوترات الإقليمية، ما يشير إلى أن حكومته ستسعى إلى بناء المزيد من العلاقات مع جيران إيران في الخليج العربي، وستتجنب المزيد من الصراع العسكري في الشرق الأوسط.