الكنيسة المارونية تحتفل بعيد الشهداء المسباكيّون
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم الأربعاء، بعيد الشهداء المسباكيّون الموارنة.
وبهذه المناسبة، القت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
عندما نتوجّه بالطلب إلى إنسان، يجب أن يعبّر الطلب أوّلاً عن رغبة مَن يطلب وعن حاجته. كما يجب أن تستعطف قلب مَن ترجو حتّى تجعله يستسلم. غير أنّه لا مكان لهذين العنصرين في الصلاة الموجّهة إلى الله. عندما نصلّي، ليس علينا أن نهتمّ لإظهار رغباتنا أو حاجاتنا أمام الله الذي يعرف كلّ شيء.
هذا ما قاله صاحب المزمور للربّ: "أيها السّيد، بُغيَتي كلها أَمامَك وتنهدي لا يَخفى عليك". ونقرأ في الإنجيل: "أَباكُم يَعلَمُ ما تَحتاجونَ إِلَيه قبلَ أَن تَسأَلوه". ولا نسعى بكلام بشريّ إلى تغيير مشيئة الله ليريد ما لم يكن يريده في البداية لأنّه قيل في سفر العدد: "لَيسَ اللهُ إِنسانًا فيَكذِب ولا ابنَ بَشَرٍ فيَندَم"
مع الوقت، يعطيك الرَّب "صلاة القلب"، من دون شرود، فتصلّي بسهولة. فالبعض، فيما هم يصلّون، وبإجبار تفكيرهم بالنزول إلى قلبهم، يعطّلون صلاتهم لدرجة أنه لا يمكنهم تلاوتها حتى بشفاههم. ولكن أنت، اعلم قانون الحياة الروحية: لا تُعطى المواهب إلا للنّفس البسيطة، المتواضعة والمطيعة. للذي يطيع ويحترس بكل شيء - بالطعام، بالكلام وبالحركة - فالرب يعطي الصلاة، وهي تكتمل بسهولة في قلبه. تنبع الصلاة الدائمة من الحب، ولكننا نخسرها بالأحكام، بالكلام الباطل والمغالاة. من يحب الله، يمكنه التفكير فيه ليلا ونهارًا، لأن لا شيء يمنعه من محبّته.
أحب الرُّسل الرب من دون أن يزعجهم العالم، ومع ذلك لم ينسوا العالم، كانوا يصلّون لأجْله ويكرّسون وقتهم للتبشير. وقد قيل لبعض القدّيسين أن "يتجنّبوا الناس"، ولكن الرُّوح الإلهي يعلّمنا، أن نصلّي، حتى في الصحراء، للبشر وللعالم أجمع.