تعرف على تفاصيل أول كتاب مقدس للمصريين "الجبتانا "
تأتي تفاصيل وصول "الجبتانا" أسفار التكوين المصرية "، إلى ايدينا اليوم عبرالمؤرخ مانيتون السمنودى والذي جمعة من المعابد وأفواه كهنة مصر القديمة.
يتضمن 16 سفرا تناقلها المصريون القدماء لفترة طويلة، حتى وصلت إلى عصرنا.
وتأتي أهمية كتاب "الجبتانا" كونه أول كتاب يتحدث عن الجنة والنار والملائكة والأنبياء والشياطين والوحى والصراط والألواح والحوريات والصلاة والحج الدولة البطلمية ليدونها الكاهن مانيتون فى حكم بطليموس الثانى.
تروى الجبتانا قصة انبثاق الآلهة، وظهورها فى مصر، وبداية تجمع السلالة المصرية حول وادى النيل، وبدء ظهور الحضارة المصرية، وأصل هذا النص المقدس يروى قصة الحضارة المصرية حتى زمن مصرع «أوزيريس» الناسوتى وتحوله إلى صورة لاهوتية، ثم زوال الاتحاد الأول وبداية الاتحاد الثاني على يد «مينار نارمر».
ويروى علي علي الألفي "يرجع الى الأب أبيت النقادي، والذي يعد أحد أبرز جيل رواد مثقفي المنصورة في ذلك الزمان منهم " سليم أنطون المحامي، ومحمود الألفي، والشاعر على محمود طه، والخواجة باسيلي عبده، المهندس محمد أبو ريا إبراهيم. الدور الأبرز في حفظ الجبتانا، فقد كان كثيرا ما يردد أن لمانيتون السمنودي "المؤرخ المصري" متنين: أحدهما مشهور وهو " ايجبتياكا "، وهو مشهور لكثرة اقتباس المؤرخين اللاحقين منه، واعتمادهم عليه في تحديد الأسرات الفرعونية الحاكمة.. لهذا وجدت أجزاء كبيرة من بردياته، والثاني وهو غير مشهور لمصريته العريقة، ولأنه يعطي الانطباع بأن الفكر العبراني والسامي مأخوذ عنه، وهو يؤكد ذلك، وكان الأب أبيب ينطق المتن الثاني باسمه المشهور في القبطية "الجبتانا ".
يعد الجبتانا بمثابة الكتاب المقدس الأول والأقدم للبشرية، يروي تاريخ نشأة الكون، وقواعد ومعايير الحياة الإنسانية.
ويعد الكتاب بمثابة نصا مقدسا حفظة مانيتون عن الكهنة الذين حفظوه عن أسلافهم، وإمعانا في قداسة "الجبتانا" فإن مينتون يرى في المنام أن رب الأرباب يأمره بأن يعيد تسجيل الجبتانا عن المتون القديمة التي كانت تحويها.
يسرد كتاب الجبتانا عن تقديم القرابين للآلهة، وأن المعابد الفرعونية والكهنة المصريين مسئولون عن فكرة الأضاحي والقرابين والنذور التي تقدم للآلهة.
كان المؤرخون الكلاسيكيون يذكرون أن لمانيتون متنين "إجيبتياما " وهو تاريخ للاسر ولملوك الفراعنة / والثاني "إجيبتانا " وهو متن جمعه مانيتون من حفوظات المعابد المصرية عن "أسفار التكوين المصرية "، أو ربما كان مدونة شعبية دينية تحكي قصة الشعب المصري.
كان الراهب أبيب يشبه الجبتانا بشاهنامة الفردوسي وبالعهد القديم، ويلح على أن العبرانيين قد أقتبسوا الأجزاء الأولى من "الجبتانا " في أسفار موسى وبدايات العهد القديم، ونسجوا تاريخهم الخاص على منوال الأجزاء المتأخرة من "الجبتانا " والذي بقى مشعورا من مانيتون هو "إيجبتياكا " (تاريخ الأسر والملوك "؛ بسبب اعتماد المؤرخين الكلاسكيين عليه.
أما الجبتانا "أسفار التكوين المصرية " فقد تناساها الكتاب الكلاسيكيون ؛ لأنها لا تتحدث عن الأسرات الحاكمة والملوك، والتاريخ القديم تاريخ للحكام والملوك، كما أن السيطرة اليهودية على مكتبة الإسكندرية القديمة، أغفلت الجبتانا عن عمد ؛ لإبعاد المتخصصين عن المتن الذي اقتبست منه التوراة.