في ذكراه.. لماذا أطلق على عبد المنعم مدبولي "الأسطى"؟
طفولة شديدة الصعوبة عاشها الفنان عبد المنعم مدبولي (28 ديسمبر 1921 - 9 يوليو 2006)، فكان قد فقد والده وهو في الشهر السادس من عمره، وتولت والدته تربيته ومعه أخين، في ظل ظروف حياتية لا تحتمل، وكانت لهذه التجربة القاسية تأثير كبير على حياته الفنية التي لا تنسى على فن الكوميديا لديه، فقد مارس التمثيل أكثر من 50 عاما وشكّل مدرسة كوميدية مستقلة في الضحك الراقي، وأسس العديد من الفرق المسرحية.
طفولة عبد المنعم مدبولي
وعن تأثير بداية حياته على مسيرته الفنية، كشف "مدبولي" في حوار له بجريدة "روز اليوسف" بعددها الصادر بتاريخ 11 سبتمبر لعام 1989: لا شك أن للبداية دخلا كبيرا في تكوين الكوميديان، فبداية شارلي شابلن المؤلمة جعلته فيلسوفا ساخرا، والتجارب الأليمة والظروف الصعبة التي عشتها صقلتني كفنان، وكونت مني "عجينة" لينة تتشكل وفقا للأدوار المختلفة، وأهلتني للتجارب القاسية التي مررت بها في معايشة أنماط بشرية لا يقابلها من ولد وفي فمه معلقة ذهب.
وردا على سؤال أن البعض يراك الكوميديا الخاصة بها جنحت عن البعد الاجتماعي والسياسي وهربت من مواجهة القضايا الإنسانية متعلقة بالضحك كهدف واحد؛ كشف عن أنه حاول عند تكوينه لفرقة "المدبوليزم" أن يرفع شعار "المتعة.. الفن.. الفكر" وبعد ثلاث أو أربع روايات إنسانية خسر، وتعطل لفترة فانساق الجمهور وراء الفرق الأخرى، ولا يستطيع مجاراتهم- على حد قوله-، مستطردا: ومع ذلك فوجود مسرحية تضحك الناس على مدى ثلاث ساعات هدف في حد ذاته لأنها تتطلب- في حالة عدم الإسفاف- ممثلين على درجة عالية من الأداء.
سر إطلاق "الأسطى" على عبد المنعم مدبولي
وعن سر إطلاق الكوميديانات المعترفون عليه "الأسطى مدبولي"، قال: أسطى كلمة إيطالية بمعنى أستاذ، وهذه الكلمة نطلقها في مصر على "المعلم"، وربما أطلقت علي لأنني- منذ بدايتي- أخرج وأواجه وأجبر من يعمل معي على الانتظام والالتزام، وخاصة أم مسرحياتي كانت تحقق- في فترة ما- أعلى الإيرادات مما لفت النظر إلى أسلوبي الذي أطلقوا عليه "المدبوليزم"، وأعتقد أن لي أسلوبا يميزني وإن كنت لا أستطيع تحديد تفاصيله لأنها تلقائية.