على المستوى المحلي والعربي والعالمي..الدولة المصرية تشهد نشاطا غير مسبوق على كافة الأصعدة
حالة من النشاط الحركي السياسي الداخلي والخارجي تعيشه مصر حاليًا، والذي تقوم به بفضل خطة حكومتها وسياستها الداخلية والخارجية التي مكّنتها من السيطرة على كل من ملفاتها الداخلية والإمساك بزمام التطوير بها، كذلك بأداء دورها المحوري في المنطقة العربية، بل وعلى النطاق العالمي لتثبت ريادتها في الملفات الخارجية كذلك.
حراك داخلي
على المستوى المحلي سعت مصر إلى حراك للتغيير والتطوير برهنته بما قامت به مؤخرًا من إعادة للتشكيل الوزاري ليصبح هناك تشكيلًا وزاريًا جديدًا للحكومة يشمل العديد من الوزارات هدفه تحقيق التنمية في كافة المجالات والإصلاح في مختلف الوزارات، وإيجاد حلول منطقية لبعض المشكلات من خلال اختيار كفاءات وذوي خبرات مؤهلة للتعامل معها.
وعلى خلفية ذلك اجتمع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مع المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي في إطار تنسيق العمل فيما يخص الملفات النيابية وملفات التواصل السياسي خلال الفترة المقبلة، مستهلًا لقاؤه، بالإشارة إلى أن الفترة المقبلة تتطلب تكثيف العمل والجهود المبذولة من أجل تحقيق مستهدفات الدولة، والتي كلف بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وخاصة فيما يخص الشق السياسي.
كما أنه وفي هذا الإطار، أكد الدكتور مدبولي على أن الحكومة تحرص دومًا على تعزيز التعاون الفعال مع البرلمان، واللجان النوعية به في مختلف الملفات السياسية والاقتصادية ومشروعات القوانين التي يتم سنّها، من أجل إيجاد أرضية مشتركة، بما يعمل على سرعة إنجاز القوانين التي تهم المواطنين، ولذا فيجب الاهتمام بحضور الجلسات البرلمانية والمناقشات التي تنعقد حول مختلف القضايا، ولا سيما في اللجان النوعية.
كما أوضح المستشار محمود فوزي أن مجلس أمناء الحوار الوطني أكد أنه سيتم وضع القضايا العاجلة التي طلبتها الحكومة التي تهم المواطن المصري على أولوية المناقشة كما سيتم مناقشتها بحرية كاملة، مثل قضية التحويل من الدعم العيني إلى النقدي، ونظام الثانوية العامة الجديدة، وهو ما سيتم التنسيق بشأنه من خلال الوزارة، بالإضافة إلى غيرها من القضايا المجتمعية الأخرى.
دور محوري في السعي لحل قضية السودان
ذلك على الصعيد الداخلي بينما وفي الوقت نفسه على الصعيد الخارجي لم تنس مصر دورها المحوري في المنطقة والذي تلعبه منذ آلاف السنين، وإلى الآن، والذي يعد جزءًا منه تهدئة الصراعات على المستوى العربي والإقليمي بل والعالمي، إذ تشهد مصر في الوقت الحالي وعلى خلفية الصراعات الدولية الدائرة نشاطًا من جانبها متمثلًا في محاولات باسلة وجادة في وقف تلك الصراعات، بما يؤكد ريادتها التي لم تتضاءل عبر السنوات.
إذ بخلاف سنوات عاشت فيها مصر داعمة لحركة السلام في السودان الشقيق، وساندًا له في استقلاله، فهي إلى الأمس تؤكد على لعب هذا الدور، ساعية لانتشال السودان ومواطنيه من صراعات داخلية تودي به إلى الهلاك، استضافت الدولة المصرية القوى السياسية السودانية على أراضيها لفضّ النزاعات به.
وكان قد عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتماعًا في قصر الرئاسة مع ممثلي القوى السياسية السودانية ودول إقليمية ودولية وذلك في محاولة لبحث سبل إنهاء الحرب في السودان، بحضور وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، بالإضافة إلى رئيس المخابرات العامة عباس كامل.
حيث كان شعار اللقاء: «معًا لإنهاء الحرب»، وخلاله أكد الرئيس السيسي على أن البلاد لن تألوا جهدًا ولن تدخر أي محاولة، في سبيل تهدئة الخلاف بين الأطراف السودانية، ووقف الحرب وضمان عودة الأمن والاستقرار والحفاظ على مقدرات الشعب السوداني.
كما أكد على ضرورة تكاتف المساعي للتوصل لحل سياسي شامل من شأنه أن يحقق تطلعات شعب السودان وينهي الأزمة العميقة متعددة الأبعاد التي يعيشها السودان، بما تحمله من تداعيات كارثية على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والإنسانية.
قضية فلسطين لم تنس والحراك متواز
في الوقت نفسه وعلى جبهة موازية لم تنس مصر يومًا قضيتها وقضية العالم العربي الكبرى المتمثلة في قضية دولة فلسطين التي طالما سعت إلى خدمتها وقادت العالم في الحثّ على نصرها والوقوف في وجه المحتل الإسرائيلي الغاشم، واتخذت خطوات جادة في سبيل ذلك، ليس منذ مواجهتها حرب إسرائيل الأخيرة فحسب بل منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي، وكان أحدث تحركاتها نحو نصرة القضية ما قامت به اليوم وبعد ساعات قليلة من استضافتها الوفود المشاركة في مباحثات وقف إطلاق النار في السودان استقبالها كذلك وفود أخرى لوقف إطلاق النار بغزة وإنهاء هذه الحرب، لتأتي خطوة مكملة لخطوات لايمكن حصرها اتخذتها مصر من أجل وقف نزيف الدم بفلسطين.