رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المسئولية كبيرة معالى رئيس الوزراء.. وأنت أهلٌ لها

إن التحدي الموجود وهو بناء الإنسان هو تحدي الإنسانية كله.. نحتاج لتحرك قوي وفاعل لإعادة صياغة الشخصية المصرية وتطورها بما يتناسب مع متطلبات العصر والإنسانية.

- الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر الشباب الوطني السادس بجامعة القاهرة 2018.

في 2018 تساءل الرئيس: "هل نحن مستعدون لسداد فاتورة إصلاح هذا أم لا؟"، بالفعل الفاتورة باهظة ومكلفة على مر السنوات الماضية، ونحن بحاجة لعمل جاد ومثابرة من أجل بناء الإنسان المصري الذي تجاهلته حكومات متعاقبة.. اليوم ننتظر كلمة الدكتور مصطفى مدبولي أمام البرلمان، نتوقع ونتمنى أن يضع لنا رئيس الوزراء برنامجا واستراتيجية واضحة هدفها بناء الإنسان المصري بناء حقيقيا وليس مجرد أمنيات أو ما نأمله يظل في حيز المأمول.

ونحن نتابع كلمة رئيس الحكومة أمام البرلمان، اليوم، نخبره بأن هناك محددات كثيرة ومطالب وملفات عالقة تمتد يد الحكومة نحوها، بل يجب أن تكون على طاولة رئيس الوزراء، وعلى الوزراء أن تتكاتف جهودهم من أجل تحقيق ما يتمناه ويرجوه المواطن المصري، لا سيما أن رئيس وزراء مصر وضع رؤية شاملة لمستقبل مصر أثناء تكليفه بفترة ثانية، وضع محاور أربعة لبرنامجه الحكومي، جاءت كما أقرها دكتور "مدبولي: "رؤية شاملة لمستقبل مصر، بناء الإنسان المصري وتعزيز رفاهيته، تحسين الرعاية الصحية والتعليمية، تمكين الشباب والمرأة، توفير الأمن الاجتماعي وتوسيع الرقعة السكانية"... هذه المحاور- إن أردنا إصلاحا حقيقيا- هي في صميم بناء الإنسان المصري وبحاجة إلى إرادة حقيقية تسعى إلى تحقيقها وفقا لجدول زمني يجب أن تلتزم به الحكومة.. نعم يجب أن يوضع جدول زمني يؤكد قدرة الحكومة على التنفيذ والعمل، ولن نقبل غير ذلك، خاصة أن المرحلة القادمة هي مرحلة جني الثمار بعد رحلة عمل شاق امتدت لعشر سنوات سابقة كان فيها الدكتور "مدبولي" مشاركا ومنفذا في فترة كانت حكومته هي الأطول مدة عن سابقيها.

المواطن لم يفقد الأمل ولن يصيبه اليأس فهو شريك في التحديات وجني الثمار، وهو المعني في الأساس ببرنامج الحكومة وصاحب الحق الأصيل طالما يعيش في دولة له فيها كل الواجبات وكل الحقوق.

يأتي ضمن أولويات المواطن- أو هو الأعلى مطلبا- ملف الرعاية الصحية، والعمل على انتهاء منظومة التأمين الصحي الشامل في كل المحافظات، على أن توفر هذه المنظومة خدمة صحية متميزة بأعلى جودة، فحياة المصريين وصحتهم أمانة كبيرة، والحكومة قادرة- بإذن الله- على تحقيق ذلك الذي قد يتطلب نقطتين أساسيتين لا غنى عنهما، ولا يمكن أن نصل إلى جودة الخدمة الطبية إلا من خلال الجانب الأول بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة من خلال تفعيل التحول الرقمي في مجال الرعاية الصحية، والجانب الآخر يتعلق برفع كفاءة العاملين في مجال الرعاية الصحية... هذا لا يعني أن نغفل أسعار الأدوية، خاصة أدوية الأمراض المزمنة وتوفيرها في كل المحافظات.

الملف الآخر معالي رئيس الوزراء بعد الاهتمام بصحة الإنسان، ولا يقل أهمية عن الصحة، هو ملف التعليم، فالأمم ترتقي بالتعليم الذي يتطلب إعادة النظر في السياسات التعليمية التي تواكب العلم والتعلم على مستوى العالم، والكل يعلم أن مصر لديها من الخبرات التربوية المتخصصة التي يمكن أن تضعنا في مرتبات متقدمة من العالم.. وإن كان لدينا مشكلة رئيسية في عدم وجود نظام تعليمي متقارب وليس هناك دولة لديها هذا الكم من تنوع نظام التعليم في العالم، مثال لدينا تعليم ابتدائي حكومي وآخر تجريبي، مدارس خاصة عربي، تقابلها مدارس خاصة لغات، شهادات دولية متنوعة، هذا بخلاف التعليم الفني الأهم والمناسب لمستوى بعض الأسر المصرية، نريد الارتقاء بمنظومة التعليم الفني في مصر والتأهيل المناسب لخريج المدارس الفنية بما يتناسب والسوق المصرية، وإن كانت هذه العبارة "بما يتناسب والسوق المصرية" تحتاج لأبحاث ودراسات متخصصة.

معالي رئيس الوزراء.. الملفات عديدة ومثقلة بالتحديات، وأنت أهلٌ لها.. سأكتفي هنا بالتركيز على ملفى التعليم والصحة.. بهما يكون البناء الحقيقي للإنسان المصري الذي ينقلنا إلى ملفات أخرى، ففي البدء حين نكون أصحاء أقوياء على قدر عالٍ من التعليم تتحقق معادلة بناء الإنسان وبناء الوطن.