مروة عبد المنعم عن "أولاد زينب": كل إنسان لديه قصة تستحق أن تروى
صدر حديثًا للفنانة التشكيلية مروة عبد المنعم كتاب "أولاد زينب" وهو كتاب مصور يرصد رحلة عائلة مصرية عبر مئة عام، من خلال دراسة أنثروبولوجية وإثنوغرافية وصفية تعتمد على الصور الفوتوغرافية والروايات الشفاهية كمصدر رئيسي للدراسة.
وتوصلت "الدستور" مع الكاتبة مروة عبد المنعم، للكشف عن تفاصيل كتابها "أولاد زينب" وما دفعها لنشر هذه الدراسة الأنثروبولوجية عن عائلتها.
ما الذي دفعك لكتابة "أولاد زينب"؟
ما دفعني للكتابة عنه رغبتي العميقة في فهم التحولات الاجتماعية والثقافية التي مرت بها مصر خلال مئة عام، وكيف تأثرت حياة الأفراد والأسر بتلك التغيرات، وأعتقد أن دراسة عائلة واحدة عبر ثلاثة أجيال يمكن أن تقدم رؤية فريدة ومعمقة حول هذه التحولات.
ما هى فكرة مشروع دراسة “أولاد زينب”؟
مشروعي عبارة عن دراسة أنثروبولوجية وإثنوغرافية وصفية لعائلة مصرية عبر مئة عام، تشمل لوحات زيتية، كتاب، وفيلم رسوم متحركة قصير وهي المخرجات التي تم إنتاجها إلي الآن، ويعتمد كتاب "أولاد زينب" على الصور الفوتوغرافية والروايات الشفاهية كمصدر رئيسي لدراسة الحياة الاجتماعية والثقافية.
ما الأجيال التي يرصدها الكتاب؟
الكتاب يرصد ويحليل التغيرات التي مرت بها العائلة المصرية على مدار 3 أجيال (من الجدة زينب إلى الأم روضة والحفيدة مروة)، كما أنه توثيق للأحداث التاريخية الاجتماعية التي أثرت في حياتهم الشخصية.
لماذا اخترت العنوان "أولاد زينب"؟
هذا هو العنوان المتعارف عليه لعائلتنا، فنقول "ولاد زينب" حتى أن الجروب الذي يجمع العائلة بهذا الاسم، كما أردت من خلال الكتاب توثيق ودراسة التاريخ من منظور نسائي، حيث تكون المرأة هي محور الأحداث ومحركها.
ما الخطوات التي قمت بها لإعداد مشروعك البحثي ثم نشره في كتاب؟
عملت على تجميع وأرشفة الصور العائلية وفق جدول زمني وربطها بالسياق التاريخي لها، ثم دراسة وتحليل قصص الأفراد وتأثير الأحداث الاجتماعية والسياسية على حياتهم.
ما الذي أردت الكشف عنه من خلال سردك لرحلة عائلة "أولاد زينب"؟
أردت كتابة التاريخ من منظور الأفراد العاديين، بدلًا من النظر للأحداث الكبرى فقط، خلق سردية تاريخية مرنة وموازية للتاريخ الرسمي، ودراسة تأثير الأزمات والنزاعات والثورات على حياة الأفراد عبر الأجيال.
وأيضًا الإجابة عن تساؤلات حول مفهوم الإرادة الحرة ومدى تأثير الظروف الزمنية والمكانية على الإنسان.
ما مدى اهتمامك بعلم الأنثروبولوجيا ودراسته؟
اهتمامي بالأنثروبولوجيا ينبع من رغبتي العميقة في فهم الإنسان عموما في كل زمان ومكان وثقافاته المتنوعة وكيف نشأت كل تلك الثقافات، وكيف تتشكل هوياتنا الإنسانية عبر الزمن والمكان الأنثروبولوجيا تتيح لي فرصة دراسة التفاعلات الإنسانية، والعلاقات الاجتماعية، والقيم الثقافية من منظور شامل وعميق مما يتيح لي خلق سرديات أعمق لفهم الانسان.
كيف أثرت دارسة الأنثروبولوجيا نظرتك للحياة؟
دراسة الأنثروبولوجيا جعلتني أتعرف على ثقافات وعادات مختلفة حول العالم، مما زاد من فهمي واحترامي للتنوع الثقافي وإداركي لمفهوم في غاية الأهمية وهو مفهوم النسبية الثقافية.
وتقدير القصص الفردية، فأصبحت أقدر القصص الشخصية والفردية، وأدركت أن كل إنسان لديه قصة تستحق أن تُروى، وأن هذه القصص تعكس تاريخًا اجتماعيًا وثقافيًا مهمًا فأصبحت أكثر اهتمامًا بالأحاديث اليومية العادية والحورات الجانبية بالمشاجرات في الشوارع فأصبح كل حوار دائر في محيطي هو مصدر لمعرفة أعمق.
وأيضًا تعزيز الحس النقدي لدي، حيث أن الأنثروبولوجيا دفعتني إلى التفكير النقدي والتحليل العميق للأمور، بدلًا من قبول الأشياء على ظاهرها بشكل سطحي أصبح لدي قدرة أكبر على خلق فرضيات بدلا من التفسيرات الشائعة.
من خلال تجربتك، كيف تساهم الأنثروبولوجيا في تعميق الفهم الاجتماعي؟
ساعدتني الأنثروبولوجيا في فهم الديناميكيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تؤثر على حياة الأفراد والمجتمعات هذا الفهم يساعدني في تحليل الواقع بشكل أفضل، وتطوير مهارات البحث والتحليل، فتعلمت كيفية جمع البيانات وتحليلها بشكل منهجي، مما أكسبني معرفة أدوات علمية يمكنني استخدامها في دراسة وفهم الظواهر الاجتماعية المختلفة.
كما تعلمت من خلال الدراسة الميدانية، كيفية التفاعل مع المجتمع بطرق تحترم وتقدر الخلفيات الثقافية المختلفة وهذا جعلني أكثر حساسية وتفهمًا للآخرين، فإن اهتمامي بالأنثروبولوجيا لم يكن مجرد دراسة أكاديمية، بل كان رحلة شخصية أثرت في طريقة تفكيري ورؤيتي للعالم أصبحت أكثر قدرة على فهم وتقدير التنوع الإنساني.