مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية.. خطوة نحو التوصل لرؤية موحدة وإسكات البنادق
استضافت مصر اليوم السبت، مؤتمرًا يضم كافة القوى السياسية المدنية السودانية، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني/ سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة.
يأتي ذلك في إطار حرص مصر على بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة السودان الشقيق على تجاوز الأزمة التي يمر بها، ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب السوداني وأمن واستقرار المنطقة، لاسيما دول جوار السودان.
الخارجية: ضرورة التوصل لحل سياسى شامل يستجيب لآمال وطموحات الشعب السودانى
أكد السفير بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، أهمية العمل للتوصل إلى وقف فوري ومستدام للعمليات العسكرية في السودان، وذلك حفاظا على مقدرات شعبه وحتى تتمكن مؤسسات الدولة من الاضطلاع بمسئولياتها تجاه مواطنيها، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل يستجيب لآمال وطموحات الشعب السوداني.
وأوضح عبدالعاطي أن الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية في السودان سيتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من مختلف أطراف المجتمع الدولي وبما يتفق مع فداحة هذه الأزمة الخطيرة والتي تتطلب بطبيعة الحال معالجة الأزمة من جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي.
وأشاد وزير الخارجية بالجهد الكبير والموقف النبيل الذي اتخذته دول الجوار للسودان والتي استقبلت ملايين من الأشقاء السودانيين وشاركتهم مواردها المحدودة رغم الأوضاع الاقتصادية العالمية شديدة الصعوبة، مطالبًا كل أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي أعلنت عن التزامها بها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان والذي عقد خلال شهر يونيو 2023 في جنيف، وكذلك خلال المؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في باريس منتصف أبريل الماضي لسد الفجوة التمويلية القائمة.
وأكد وزير الخارجية أن مصر تعمل على تكثيف اتصالاتها تفعيلا لمشاركتها في مؤتمري الاستجابة الإنسانية لدعم السودان والعمل الوثيق مع كل المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف سواء في جنيف أو نيويورك وأيضا مع الدول المانحة من أجل دعم دول الجوار الأكثر تضررا من التبعات السلبية للأزمة بما يعزز قدرتها على الصمود ويرفع المعاناة عن كاهل الفارين من النزاع إلى تلك الدول.
الجامعة العربية: ندعم جهود مصر لإطلاق حوار لحل الأزمة
أكد مدير إدارة السودان والقرن الإفريقي بجامعة الدول العربية زيد الصبان، دعم الجامعة العربية لجهود مصر الرامية إلى تسهيل إطلاق حوار سوداني لحل الأزمة، لافتًا إلى أن نيران الحرب المشتعلة في السودان وآثارها الكارثية تحيط بحياة ومستقبل ملايين السودانيين، وتقوض بالتدريج مرتكزات الدولة السودانية الحديثة التي اجتهد السودانيون في تأسيسها والتوافق عليها.
وشدد على أن المسئولية التاريخية للنخب السودانية تفرض عليها عدم إضاعة أي فرصة أو يد ممدوة لإطفاء الحريق وحقن الدماء. ونوه بأن موقف وقرارت جامعة الدول العربية تمحورت بجميع مستوياتها وجهود أمينها العام منذ اندلاع الأزمة في السودان، على تغليب الحوار وحقن الدماء ورفض الحرب والإقصاء والتهميش.
مفكر سودانى: الشعب السودانى يتطلع منذ اندلاع الحرب لقيادته السياسية لإمكانية توصلهم لرؤية موحدة
وأكد الدكتور خضر شفيع الكاتب والمفكر السياسي السوداني، أن مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي تستضيفه مصر خطوة هامة يجب استثمارها من كل الأطراف لإنهاء الحرب وإحلال السلام من أجل تحقيق طموحات الشعب السوداني.
وقال إن الشعب السوداني يتطلع منذ اندلاع الحرب لقيادته السياسية لإمكانية توصلهم إلى رؤية موحدة من أجل إسكات البنادق والانتقال بالبلاد الى مربع السلام والتحول الديمقراطي على أساس مسار ثورة ديسمبر العظمية.. مؤكدا أن كافة القوى السياسية السودانية المشاركة في هذا المؤتمر ترفض الحرب وهي على قناعة بأن الوطن كله أصبح في مهب الريح ويجب العمل بجدية وإخلاص لمنع انهيار الدولة السودانية.
الأمم المتحدة: الحوار السودانى الشامل سيكون العامل المؤثر فى صنع السلام
وقالت كبيرة مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، إن الحوار السوداني الشامل سيكون العامل المؤثر في صنع السلام، ووقف الأعمال القتالية التى تسببت في مقتل وإصابات الآلاف من الأشقاء في السودان، وحقن دماء الشعب، موضحة أنهم يهدفون إلى تحقيق السلام على أرضية صلبة وأن المنظمة الدولية تطالب بإنهاء القتال وإيصال المساعدات.
وأكدت مستشاري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان أنهم يدعمون كل الجهود التي تصب في مصلحة إنهاء الحرب، معربة عن شكرها لمصر على جهودها في الدفع نحو إحلال السلام.
ولفتت إلى أن المعاناة اليومية للشعب السوداني من مخاطر الحرب، تحتم على الجميع بذل كل جهد مستطاع لإيقاف الحرب، وإعادة الأمن والاطمئنان إلى هذا البلد والسير به على طريق الازدهار.