يحيى العلمى.. مخرج الروائع الذى حبس مسلسل "الإمام الغزالى"

أخرج في حياته الفنية ثلاثين فيلما تقريبا أبرزها: "خائفة من شيء ما، طائر الليل الحزين، تزوير في أوراق رسمية"، وعشرات المسلسلات من أبرزها: "الأيام، ودموع في عيون وقحة، ورأفت الهجان، زينب والعرش"؛ وجميعها أعمال حققت إنتشارًا كبيرًا وتركت بصمة في ذهنية المشاهد المصري لأجيال متعاقبة حتي يومنا هذا.. إنه المخرج الراحل يحيي العلمى (5 يوليو 1941 – 19 يناير 2002)، المخرج الكبير ورئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري الأسبق.

معركة مسلسل الإمام الغزالى.. رفض عرضه بحجة أن الغزالى الأب الشرعى للفكر المتطرف

في حديث نشرته جريدة "الجمهورية" في 30 يوليو 1998؛ كشف المؤلف محمد السيد عيد مؤلف مسلسل" الإمام الغزالي" عن كواليس رفض أو تأجيل حسبما أخبره به رئيس قطاع الإنتاج آنذاك يحيي العلمى عرض هذا المسلسل؛ بعد أن تحمل القطاع 90% من تكاليف إنتاجه، وبعد ان وافق الأزهر الشريف علي عرضه.

"عيد" قال لـ"الجمهورية":" كتبت مسلسلا عن حجة الإسلام الأمام الغزالي ووافقت عليه رقابة قطاع الإنتاج كما وافق عليه الأزهر الشريف.. ولكن همس هامس في أذن يحيي العلمي، رئيس قطاع الإنتاج، بأن الإمام الغزالي الملقب بحجة الإسلام هو الأب الشرعي للفكر المتطرف المعاصر فما كان منه إلا أنه أعاد المسلسل للرقابة وإذا بالرقابة التي وافقت عليه ترفضه.

محمد السيد عيد: استلمت 90% من أجر المسلسل ومع ذلك تم تأجيله

"عيد" كشف عن حصوله على ما يقرب من 90% من أجر المسلسل من قطاع الإنتاج، وأن يحيي العلمى عدل عن كلمة "رفض" عرضه إلي "تأجيل" عرضه لكن دون إبداء أسباب للتأجيل.

في الوقت نفسه، أعرب "عيد" عن مفارقة بين قرار رفض ومن ثم تأجيل يحيي العلمى، رئيس قطاع الإنتاج، عرض العمل رغم أنه يتناول قضايا معاصرة منها رفض الغزالي أن يكفر المسلم أخاه المسلم، وموقفه الجرىء في مواجهة التطرف الفكري وقيامه بالتصدي لأخطر فرقة إرهابية في عصره "الباطنية" ومنهم الحشاشون الذين كانوا يقومون بتصفية أعدائهم جسديًا، وبين تصوره بأن هذه القضايا جديرة بالاهتمام الإعلامي المصري خاصة أن الدولة على المستوى الرسمي تتبناها.

عرض المسلسل بعد وفاة يحيى العلمى بـ14 سنة

في عام 2012؛ عرض قطاع الإنتاج مسلسل" الإمام الغزالي"؛ أي بعد وفاة يحيي العلمى بحوالي 14 سنة بعد تأجيل عرضه عام 1998، حيث قرر القطاع عرضه في شهر رمضان 1433 هـ/2012م، من إخراج إبراهيم الشوادي وتأليف محمد السيد عيد، ومن بطولة محمد رياض، ونرمين الفقي؛ وعدد من الفنانين.

وتدور أحداث المسلسل حول سيرة حياة الإمام الراحل الشيخ (أبوحامد الغزالي)، مجدد علوم الدين الإسلامي في القرن الخامس الهجري.