مؤتمر بناء السلام.. جهود مصرية متواصلة لوقف الحرب فى السودان
تستضيف القاهرة غدًا السبت، مؤتمرًا يضم جميع القوى السياسية المدنية السودانية، حسبما أعلنت وزارة الخارجية، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني - سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة.
ورحبت جمهورية السودان بما تضمنه البيان الصادر من وزارة الخارجية، حول اعتزام مصر استضافة مؤتمر لجميع القوى السياسية المدنية السودانية نهاية يونيو 2024.
وجددت وزارة الخارجية السودانية ثقة الخرطوم حكومة وشعبًا في مصر الشقيقة وقيادتها، باعتبارها الأحرص على أمن وسلام واستقرار السودان، لأن ذلك من أمن وسلام واستقرار مصر، وهى كذلك الأقدر على المساعدة على الوصول لتوافق وطني جامع بين السودانيين لحل الأزمة الراهنة. ولذا فإن الدور المصرى فى هذا الخصوص مطلوب ومرحب به.
وتنظم مصر هذا المؤتمر استكمالًا لجهودها ومساعيها المستمرة من أجل وقف الحرب الدائرة في السودان، وفي إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لا سيما دول جوار السودان، وأطراف مباحثات جدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيجاد.
وتتطلع مصر إلى المشاركة الفعالة من جانب القوى السياسية المدنية السودانية، والشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، وتكاتف الجهود من أجل ضمان نجاح المؤتمر في تحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق.
الأزمة السودانية
ومنذ اندلاع الأزمة السودانية في أبريل من عام 2023، سخرت مصر مؤسساتها المعنية لاحتواء الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وذلك في إطار السياسة الخارجية المصرية وثوابتها المتمثلة فى استقرار ووحدة السودان وعدم التدخل فى شئونه الداخلية وسلامة شعبه الشقيق، وتقديم كل المساعدات الممكنة والحفاظ على الأمن القومي المصري.
وأكدت مصر حرصها على وحدة السودان وأمنه وسلامة أراضيه واستقرار شعبه، وأهمية التوصل إلى تسوية دائمة وشاملة للنزاع في أسرع وقت، وعلى رفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوداني.
واستضافت القاهرة في ١٣ يوليو ۲۰۲۳ مؤتمر قمة دول جوار السودان، حيث تم بحث سُبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة في السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
كما شهدت القاهرة توقيع عدد من الكيانات والقوى السياسية السودانية، في 8 مايو 2024، وثيقة تتضمن رؤية بشأن إدارة الفترة التأسيسية الانتقالية، بهدف تقديم رؤية سياسية موحدة للتعاطي مع الأزمة السودانية، والتمهيد لحوار سوداني - سوداني يقدم خارطة طريق سياسية للحل الشامل للأزمة في السودان.
وتضمنت الوثيقة والتي أطلق عليها "الميثاق الوطني" عددًا من المبادئ العامة، حيث أكدت على وحدة السودان وسيادته واستقلال قراره الوطني وأمنه القومي، وأن القوات المسلحة هي المؤسسة الشرعية الوحيدة المسئولة عن حفظ الأمن والدفاع عن وحدة البلاد وسلامة أراضيها وتحتكر استخدام القوة الشرعية.
وأجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي عدة اتصالات بنظرائه فى إفريقيا، وفي مايو من عام 2023، رحبت مصر بتوقيع الأطراف السودانية المشاركة في محادثات جدة على اتفاق للهدنة لمدة أسبوع.
وفي تصريحات سابقة لوزير الخارجية السابق سامح شكري، أكد فيها أن أي حل سياسي حقيقي في السودان لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، تنبع من السودانيين أنفسهم، دون إملاءات، أو ضغوط من أية أطراف خارجية، وبالتشاور مع أطروحات المؤسسات الدولية والإقليمية الفاعلة.