أبطال العرض المسرحي «مش روميو وجوليت» يتحدثون لـ «الدستور»
حالة نجاح كبيرة حققها صُناع وأبطال العرض المسرحى الجديد «مش روميو وجولييت»، الذى يقدمه المخرج الكبير عصام السيد، على خشبة المسرح القومى فى حى العتبة بالقاهرة.
ويكتب «مش روميو وجولييت» عودة النجم على الحجار إلى خشبة المسرح من جديد، بعد غياب ١٠ سنوات، منذ تقديمه مسرحية «وبحلم يا مصر» فى ٢٠١٤، إلى جانب كل من: رانيا فريد شوقى وعزت زين وميدو عادل ودنيا النشار، وهو من إنتاج فرقة المسرح القومى، بقيادة الدكتور أيمن الشيوى.
وقصة العرض مستوحاة من مسرحية «روميو وجولييت» للكاتب الإنجليزى ويليام شكسبير، دون التزام بالخط الدرامى للقصة الأصلية إلا فى عدد محدود للغاية من المشاهد، مع تقديمه فى إطار موسيقى ينتمى إلى نوعية فن الأوبرا الشعبية.
«الدستور» التقت صُناع العرض المسرحى الذى أشاد به الجمهور والنقاد، ويعرض طوال أيام الأسبوع ما عدا يوم الأربعاء، بأسعار رمزية، من ٦٠ إلى ١١٠ جنيهات، للتعرف على أبرز تفاصيله وكواليس تقديمه على خشبة المسرح.
على الحجار: عرض غنائى استعراضى.. ويدعو للحرية والحب والإنسانية
أعرب المطرب الكبير على الحجار عن سعادته البالغة بردود الأفعال التى يتلقاها على العرض المسرحى «مش روميو وجولييت»، مشيرًا إلى أن العمل يتسم بالجو المبهج والرسائل الاجتماعية الهادفة والطاقة الإيجابية.
وقال «الحجار» إن «مش روميو وجولييت» أكثر عمل جعله متحمسًا للعودة إلى المسرح من جديد، بعد غياب دام ١٠ سنوات، منذ تقديم مسرحية «وبحلم يا مصر» عن رائد التنوير رفاعة الطهطاوى، بقيادة المخرج عصام السيد، أيضًا، فى افتتاح المسرح القومى عام ٢٠١٤.
وأضاف المطرب الكبير: «العرض الموسيقى الاستعراضى، والأهداف والدروس المستفادة منه، والحبكة الدرامية فى النص المكتوب بحرفية شديدة، كل هذه عوامل حمستنى للعودة إلى خشبة المسرح، إضافة إلى تكرار التعاون مع رفيق دربى المخرج الكبير عصام السيد، الذى يهتم بكل تفصيلة لخروج العرض على أكمل وجه، وقام بالعديد من التوجيهات والتحضيرات لمدة تزيد على ٨ أشهر، بهدف إسعاد الجمهور ونشر الوعى الثقافى والحضارى».
وواصل: «القصة جميلة تدعو للحرية والحب والإنسانية، وتدور أحداثها فى إطار موسيقى غنائى استعراضى شامل، من خلال يوميات الحياة فى مدرسة ثانوية بحى شبرا العريق، حيث تظهر مشكلة غريبة على المجتمع المصرى، تتمثل فى بعض الأفكار المتعصبة والمتطرفة، خاصة على المستوى الدينى، فيما يتعلق بالنظرة إلى الآخر المختلف فى انتمائه وعقيدته».
وأوضح أن القصة تدور حول «يوسف»، التى يجسدها خلال الأحداث، وهو مُعلِم محبوب من الجميع، وفجأة يتعرض لظلم بسبب سوء تفاهم، ومن ثم تتطور الأحداث، ويقرر المسئولون فى المدرسة، والمعلمون بشكل خاص، احتواء تلك الظواهر السلبية بالحب والفن والغناء والاستعراضات، أى مخاطبة الروح والعقل والقلب، وبالفعل ينجحون فى ذلك.
وبسؤاله عن أبرز المميزات التى وجدها فى العرض المسرحى أثناء التحضيرات، قال على الحجار: «بعبقرية أحمد شعتوت، الذى وضع الموسيقى والألحان لاستعراضات العرض، والتى برعت فيها شيرين حجازى، استطاع أن يمزج بين الألحان والأحداث لكل الشخصيات بشكل مميز للغاية، دون الخروج على النص، وهو ما يُمتع المشاهد ويسمح له بالدخول فى التفاصيل ومعايشة الأحداث بصورة كبيرة».
وأشاد «الحجار» بالتعاون مع فريق العمل بأكمله، مؤكدًا أن كل فنان يقدم دوره على أكمل وجه، وبمثابة «بطل فى منطقته»، معربًا عن سعادته بحماسة الجميع، بقيادة المخرج عصام السيد، الذى أكرر تقديرى وفخرى بالعمل معه على مدار سنوات طويلة، فى العديد من المسرحيات والحفلات الأوبرالية والاستعراضية.
واختتم: «بهذه المناسبة تذكرت تعاونا معًا عام ٢٠٠٧، فى الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر داخل الاستاد، وعبقريته فى الموازنة بين الاستعراضات والمطربين والطائرات والإضاءة، فهو رجل يكرس حياته للعمل، ويحرص على أن يكون على قدر المسئولية طوال الوقت، وأتمنى أن يديم الله بيننا الأخوة والصداقة والنجاح الدائم».
رانيا فريد شوقى: أخذت تدريبات صوت لإتقان الغناء وسعيدة بالتعاون مع على الحجار
أعربت الفنانة رانيا فريد شوقى عن سعادتها البالغة برفع لافتة «كامل العدد» بشكل يومى على المسرح القومى، خلال تقديم العرض المسرحى «مش روميو وجولييت»، معتبرة أن هذا خير دليل على الوعى الثقافى والفنى لدى الجمهور، وأن عشاق المسرح كبارًا وشبابًا ما زالوا موجودين بكثرة، للاستمتاع بالأعمال الجادة الهادفة.
وبسؤالها عن كيفية مشاركتها وتجسيدها دور البطولة النسائية فى العرض المسرحى، قالت «رانيا»: «رشحنى للعمل الأستاذ المخرج عصام السيد، وفى الحقيقة انجذبت كثيرًا بمجرد قراءة النص، ووجدت أن العمل عبارة عن أوبرا شعبية، نسبة الغناء فيه حوالى ٨٠٪».
وأضافت: «أنا بطبعى أحب دائمًا أن أخوض التجارب الجديدة وتجسيد الشخصيات المختلفة، وبالفعل وجدت أننى أقدم شخصية جديدة تمامًا عن كل ما قدمته طوال مشوارى الفنى، كما تحمست للمشاركة فى عمل به نجوم كبار، كل منهم له شعبيته». وعبّرت كذلك عن سعادتها الكبيرة بالتعاون مع نجم كبير بحجم «الأستاذ على الحجار، صاحب الصوت المصرى الأصيل»، مضيفة: «أنا من أشد المعجبين به، قبل أن أكون فنانة، كما أننى فخورة جدًا بتكرار التعاون معه، فقد تعاونا معًا منذ سنوات طويلة، فى مسرحية (اللهم اجعله خير)، من إنتاج المسرح الكوميدى».
وتطرقت «رانيا» إلى أبرز الصعوبات التى واجهتها خلال فترة التحضيرات لعرض «مش روميو وجولييت»، قائلة: «على الرغم من أننى قدمت أعمالًا استعراضية كثيرة من قبل، إلا أن انتماء العرض إلى نوعية الاستعراضى الغنائى، جعلنى أواجه بعض الصعوبات فى البداية».
وأضافت: «هذا دفعنى للتوجه إلى الدكتورة حنان الجندى، للحصول على تدريبات صوت وأخرى خاصة ببعض الأغانى التى أقدمها فى العرض، والحمد لله كانت النتيجة مبهرة، بشهادة الجمهور والنقاد وأساتذة المسرح، وأتمنى أن أكون دائمًا عند حسن ظن الجميع».
المخرج عصام السيد: التحضيرات استغرقت 10 أشهر
أشاد المخرج عصام السيد بالأداء المتمكن للفنانين المشاركين فى العرض، وبتميز مفردات العمل من حيث التأليف والألحان والاستعراضات والديكور، معربًا عن سعادته بردود الأفعال التى يتلقاها من الجمهور، سواء بالعرض أو بما تشهده مسارح الدولة من زخم إبداعى كبير خلال الفترة الماضية.
وقال «السيد» إن العرض المسرحى «مش روميو وجولييت» ينتمى إلى فن «الأوبرا الشعبية الموسيقية»، وخرج إلى النور بعد فترة طويلة من التحضيرات والبروفات والتسجيلات، على مدى زمنى يصل إلى ١٠ أشهر، حتى يخرج العمل بشكل يليق بفن وثقافة أم الدنيا، وخشبة مسرحها العريق، مشددًا على أهمية تقديم فن المسرح بشكل جذاب ومميز، ما يسهم فى معالجة مختلف القضايا الواقعية، وينعكس على أهداف الوطن التنموية.
وأضاف: «من هنا أؤكد أن الفن يتطور نتاج المغامرات، وبالنسبة لى، أرى أن عرض (مش روميو وجولييت) مغامرة متفردة، خاصة أنه عمل يرسخ القيم الإنسانية، للمساهمة فى تطوير المجتمع، وخلق جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل».
وأشاد بالحضور الجماهيرى المتميز الذى يشهده المسرح القومى، منذ انطلاق أول أيام العرض، ما يؤكد ويجسد وعيًا كبيرًا لدى الأسر المصرية بقيمة الفن والإبداع، رغم تطورات العصر الحديث والجيل الجديد.
وأضاف: «سعيد جدًا بكل أفراد ونجوم العرض، وكلنا حرصنا على تقديم عمل يتناسب مع أفراد الأسرة المصرية، وملىء بالأجواء المبهجة من خلال النص والألوان والإضاءة واختيار الملابس».