رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التهجير.. خدعة إسرائيل "القديمة الجديدة"

لم تكف إسرائيل عن مخططها الخبيث بدفع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة المحاصر إلى سيناء، مستهدفة بذلك تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد.

المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين ليس بقديم، لكنه معد منذ فترة ليست بالقصيرة، ومحفوظ في أحد أدراج وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، إلى أن يتصيدوا إحدى الفرص لنفض الغبار عنه.

وكشفت وثيقة مكونة من 10 صفحات، مسربة من قسم السياسات في تلك الوزارة، بتاريخ 13 أكتوبر 2023، تشير إلى "أفضل فرصة إسرائيلية" للتخلص من القضية الفلسطينية إلى الأبد، والتي أكدت أن "التهجير إلى سيناء" هو الهدف الذي يحقق لـ"تل أبيب" تلك الأمنية.

وجاء في نص الوثيقة، تحديدًا في الصفحة الثانية منها، أن التهجير القسري لسكان غزة باتجاه مصر، وتحديدًا سيناء، سيحقق "نتائج استراتيجية إيجابية وطويلة الأمد".

وثيقة وزارة المخابرات الإسرائيلية عن التهجير

وحددت الوثيقة، التي تعد وثيقة استشارية، عملية تهجير تمر بـ"3 مراحل"، هي: إنشاء مدن خيام في سيناء، فتح ممر إنساني، وبناء مدن في شمال سيناء، ليقيم فيها الفلسطينيون دون عودة.

تضمنت الوثيقة 3 حلول لما يحدث في غزة، كالتالي:

الأول: بقاء الفلسطينيين داخل غزة واستعادة حكم السلطة الفلسطينية داخلها.

الثاني: بقاء الفلسطينيين داخل غزة وإسناد إدارة القطاع لحكم عربي. 

الثالث: تهجير فلسطينيي غزة إلى سيناء.

وأوصت الوثيقة بأن الحل الثالث هو الأمثل، بل الأوحد، الذي يحقق نتائج إيجابية تستفيد منها إسرائيل على المدى البعيد.

وجاء في نص الوثيقة: "الحل الثالث يحقق نتائج استراتيجية إيجابية وطويلة الأمد بالنسبة لإسرائيل، وهو كذلك بالفعل".

وأضافت: "ذلك الحل العملي يتطلب التصميم من جانب المستوى السياسي في مواجهة الضغوط ضدها مع التركيز على تسخيرها"، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة، ودول أخرى، مؤيدة لإسرائيل إلى هذه الخطوة.

ذلك البند يعني أن أمريكا وقوى دولية أخرى مارست ضغوطًا على مصر طوال الفترة الماضية، وربما لا يزال الأمر كذلك، بينما تتصدى القاهرة إلى كل تلك الضغوط، وضد ذلك المخطط، بقوة بالغة، وبموقف لم يثنه أي محاولات، بل إن ذلك الموقف المصري نجح في تغيير وجهات نظر تلك الدول، والتي أعلنت في أوقات لاحقة عن أنها ترفض مخططات تهجير الفلسطينيين.

وتدرك إسرائيل جيدًا أن مصر تعي ذلك المخطط جيدًا، ورأت أنها تتصدى لها بكل قوة ووضوح، وترفضه بشكل قاطع مواجهة كل الضغوط التي تتم ممارستها عليها.

وأعلنت مصر مرارًا وتكرارًا، عبر قنواتها المختلفة، عن أنها تمتلك كافة الأدوات التي تجعلها تحافظ على كافة مقدرات أمنها القومي، لا سيما على حدودها، ما يفيد بأن القاهرة لا تغفل أبدًا عن أي محاولات أو مساعٍ لأي جانب، لا سيما الإسرائيلي، وأنها تراها محاولات "يائسة" لمخطط "غير قابل للتنفيذ" من الأساس.

وبحسب الوثيقة أيضًا، رأت وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، التي تدفع باتجاه واحد فقط وهو "التهجير"، أن الحلين الأول والثاني لهما عراقيل ضخمة، خاصة فيما يتعلق بالآثار الاستراتيجية المترتبة عليهما.

وتابعت: "الحلان ليس لهما جدوى على المدى الطويل، ولن يوفر أي منهما التأثير الرادع اللازم، وقد يؤدي في غضون سنوات قليلة إلى نفس المشاكل والتهديدات التي واجهت إسرائيل منذ عام 2007 وحتى اليوم"، في سعي واضح للترويج إلى أن "الحل السحري" لإسرائيل هو فقط "التهجير".