لأول مرة.. كواليس وأسرار من صراع الإخوان مع وزارة الثقافة
نشر د.أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب الأسبق، أسرار وكواليس حول صراع وزارة الثقافة مع جماعة الإخوان «الإرهابية».
وقال مجاهد، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك:"تذكرت هذه الواقعة بمناسبة ذكرى ميلاد الكاتب الكبير وحيد حامد رحمه الله فى واحد مايو؛ فقد طلبت منه إقامة ندوة له بمعرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2014، وكان وحيد حامد مستهدفًا من الإخوان ولا يتحرك إلا بحارس شخصى، لكنه وافق باعتبار أن اللقاء مع جمهور المعرض واجب وطنى وطلب أن يدير اللقاء صديق عمره الناقد الكبير على أبو شادى، وقال لي: “يا أحمد أنا جاى لك إنت.. فقلت له: "في عينى يا ريس، ولن أتركك لحظة واحدة”.
وأضاف:"في يوم الندوة كانت الأمور تسير بشكل طبيعي، وكان الأستاذ وحيد حامد والأستاذ على أبو شادى فى غاية السعادة، كما يبدو عليهما فى الصورة التي التقطها لهما بنفسي قبيل الندوة مباشرة".
ويواصل مجاهد منشوره:"فى منتصف الندوة تقريبًا وجدت على الموبايل مكالمة واردة من الأستاذ الدكتور صابر عرب وزير الثقافة، فغادرت القاعة فورًا للرد عليه، فقال لي: "يا دكتور أحمد وزير الداخلية لسه قافل معايا، وقال لي إن الإخوان بيجمّعوا نفسهم عند مسجد رابعة، وبعد ساعة تقريبا حيعملوا مظاهرة عندك، فيه قوات جاية، ولما يوصلوا اقفل وخرّج الناس حرصًا على سلامتهم"، فقلت له: “حاضر يا معالي الوزير”.
ويكمل:"بمجرد نزولي من الدور الثانى حيث الندوة إلى الساحة أمام مبنى سراى الاستثمار، وجدت مجموعة من السادة لواءات وزارة الداخلية، ومجموعة من سيارات وزارة الداخلية المحملة بالجنود أمام المبنى فذهبت إلى السادة الظباط، وتعرفت عليهم وطلبت منهم أن نضع سيارات الجنود بجانب المبنى وليس أمامه إذا كان ذلك ممكنًا، لأن ندوة وحيد حامد قد أوشكت على الانتهاء، تفاديا لفزع الأستاذ وحيد والجمهور من المشهد وحفاظا على الهدوء العام، فوافقوا مشكورين".
وتابع:"فى هذه اللحظة فكرت فيما يمكن فعله لتفادي تلك المواجهة، كان الأستاذ عاصم شلبي الكادر الإخوانى الكبير هو رئيس اتحاد الناشرين المصريين وكنا نعمل معًا بالتأكيد فى تنظيم المعرض، لكننى لم أرغب فى مكالمته مباشرة لمحاولة إيقاف الأمر، حتى لا يبدو الموضوع كأنه رجاء من خائف.
ويكمل:"فضلت مكالمة نائبه الأستاذ عادل المصرى حتى يقوم بتوصيل رسالة شديدة اللهجة له، وقلت فى رسالتى: "الإخوان بيتجمعوا أمام مسجد رابعة لعمل مظاهرة فى المعرض، وأنا ما عنديش مشكلة فى ده، لأن فيه قوات أمن ضخمة تستطيع السيطرة على الموقف وعندى أمر من الوزير بغلق المعرض عند قدوم المظاهرة، لكن الأهم من هذا أننى أحذر من أنه لن يتم فتح المعرض بعد ذلك لاستكمال أيامه، ولن يقبل أى توسلات بهذا الشأن، حيث يستحيل فتح المعرض مرة أخرى بعد إرهاب الجمهور".
ويستطرد:"كنت أراهن فى هذه الفكرة على علمى بالعدد الضخم لدور النشر الإخوانية أو التى تعمل بأموال الإخوان وعلى أن مبيعات اليوم الواحد بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، تفوق مبيعات هذه الدور داخليا فى عام كامل، خاصة في مثل هذه الظروف السياسية والاقتصادية".
وواصل:"كان رهانى فى محله، فبعد دقيقتين فقط قام الأستاذ عاصم شلبى بالاتصال بى، وقال:"أنا ما عنديش علم بالموضوع ده، حأشوف وأكلمك تانى"، وبعد 10 دقائق أخرى هاتفنى قائلاً:"فعلا الكلام ده مظبوط، وحأعمل اتصالات للسيطرة عليه"، وبعد ربع ساعة أخرى هاتفنى قائلاً: "تمت السيطرة بنسبة خمسين فى الميه، وجارى احتواء الأمر" وبعد ربع ساعة أخرى هاتفني قائلاً: "خلاص الموضوع انتهى بنسبة مية فى المية، وما حدش جاي".
اختتم منشوره قائلاً:"هاتفت د.صابر عرب وزير الثقافة وقلت له:تم احتواء الأمر وأخبر سيادته وزير الداخلية الذى أكد له رجاله صحة ذلك، لكن الوحيد الذى طلب منى معرفة كيف حدثت هذه السيطرة هو ضابط أمن الدولة الذى علق قائلاً:"هىّ ما تجيش إلا كده". أما الأستاذ وحيد حامد فقد توفاه الله وهو لا يعلم:“لماذا غادر أحمد مجاهد الندوة فى منتصفها، على الرغم من أن هذا أمر مستحيل الحدوث؟ ولم يسألنى عن ذلك فى لقاءاتنا التالية، وأنا لم أقل له شيئا عن هذه الواقعة التى لم يعرفها سوى من وردت أسماؤهم بها فقط”.