رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعركة الكبرى.. سيناريوهات الانتخابات الأمريكية: ترامب أقرب من بايدن.. وغزة خاسرة في الحالتين

ترامب وبايدن
ترامب وبايدن

أجمع خبراء ومحللون أمريكيون على أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ستؤثر على انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقررة إقامتها فى نوفمبر المقبل، على ضوء مساهمتها فى تغيير توجهات الناخبين.

ورأى الخبراء، الذين تحدثت إليهم «الدستور»، أن الرئيس السابق دونالد ترامب أقرب للفوز بحكم البيت الأبيض، مقارنة بمنافسه الرئيس الحالى جو بايدن، لكن فى الحالتين سيظل قطاع غزة هو الخاسر، فى ظل دعم المرشحَين الاحتلال الإسرائيلى.

وأوضح الخبراء أن «بايدن» يقدم «دعمًا أعمى» لإسرائيل، مقابل تمويل كبير يقدمه اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة لحملة «ترامب»، نظير السماح لتل أبيب بضم الضفة الغربية، معتبرين أن فوز الأخير يكتب نهاية القضية الفلسطينية.

انخفاض شعبية «جو» بسبب الاقتصاد ودعم إسرائيل

قالت جانيت ماك اليجوت، المسئولة السابقة فى البيت الأبيض، إنه من النادر أن تؤثر السياسة الخارجية على الانتخابات المحلية، لكن الأمر يختلف فى حالة الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأوضحت «جانيت» أن طلاب الجامعات يشنون حاليًا حملات فى جميع أنحاء الولايات المتحدة ضد سياسة واشنطن فى الدعم الأعمى لإسرائيل، وهذا يؤثر على الانتخابات المحلية وانتخابات الولايات، فضلًا عن الانتخابات الوطنية فى نوفمبر المقبل.

وانتقدت السياسة الخارجية للرئيس «بايدن»، التى يمكن تلخيصها فى جملة «دعونا نكون لطيفين»، معتبرة أن هذه ليست سياسة خارجية. وفى المقابل، فإن «أنصار ترامب يقفون بقوة وراءه كمرشح، ويبدو أنه على الرغم من القضايا والأحكام الصادرة ضده، عزز الرجل موقفه فى الانتخابات المقبلة».

وواصلت: «الشخص الذى يعتبر مجرمًا، أى الذى ينتهك القوانين، لا يمكنه عمومًا التصويت فى الانتخابات، ومع ذلك لم يكن لدى آبائنا المؤسسين أى وسيلة، قبل ٢٥٠ عامًا، للتنبؤ بأن شخصًا مجرمًا مدانًا سيترشح للرئاسة، وستكون لديه فرصة، ولذا نجد أنفسنا فى وضع غير عادى»، متوقعة أن يكون للأحكام القضائية تأثير ضئيل على احتمالات انتخاب «ترامب» رئيسًا.

وأكملت: «إذا صدقنا استطلاعات الرأى الحالية، فيبدو أن ترامب سيعود إلى البيت الأبيض. أعتقد أن هذا يرجع جزئيًا إلى عدد لا يحصى من العوامل، فقد كان الاقتصاد أقوى فى عهده، على سبيل المثال ارتفع سعر البنزين بأكثر من الضعف خلال السنوات الأربع الأخيرة».

وتابعت: «يعد الوضع الاقتصادى دائمًا عاملًا فعالًا فى صناديق الاقتراع، لأن الناس يصوتون على أموالهم، وحتى أولئك الذين يقولون إنهم لا يحبون ترامب شخصيًا إذا سُئلوا السؤال: هل أنت الآن أفضل حالًا مما كنت عليه قبل أربع سنوات؟ إجابة الجميع تقريبًا ستكون لا».

ونبهت إلى أنه «فى حال لم يتمكن ترامب من مواصلة حملته الانتخابية، فإن الانتخابات ستظل مستمرة، وإذا توفى أحد المرشحين قبل الانتخابات، اسمه يظل موجودًا فى بطاقة الاقتراع ويمكن انتخابه للمنصب، ولا أعلم إن كان هناك سبب قضائى لسحب المرشح من بطاقة الاقتراع، وإذا أصبح الرئيس المنتخب غير قادر أو غير متاح بعد الانتخابات فإن نائب الرئيس يتولى هذا الدور».

وأتمت بقوله: «لدينا سلسلة من السلطة فى الولايات المتحدة، وهذا شىء مقدس فى الدستور، لذا إذا أصبح الرئيس فى وضع غير قادر فيه على أداء مهامه يحل محله نائب الرئيس، ثم رئيس مجلس النواب، ثم رئيس مجلس الشيوخ، ثم وزراء مجلس الوزراء، وفقًا للأهلية».

«دونالد» يتلقى تمويلًا هائلًا من اللوبى الصهيونى

أكد مهدى عفيفى، عضو الحزب الديمقراطى الأمريكى، أن الحرب على غزة تؤثر بشكل مباشر فى الانتخابات الأمريكية، كما تؤثر على الأوضاع فى الحزب الديمقراطى نفسه.

وأوضح «عفيفى» أن شباب الديمقراطيين أكثر ميلًا إلى أن تقلل الإدارة الأمريكية دعمها لإسرائيل، وهناك خسائر كبيرة فى استطلاعات الرأى حول جو بايدن، وأحد أسباب ذلك الدعم الأعمى لإسرائيل».

وأضاف: «فى المناظرات الرئاسية عادة ما يعلن المرشحان عن دعم إسرائيل علنًا، لأن اللوبى الصهيونى يموّل حملات الناخبين وينفق أموالًا طائلة لدعم من يؤيد إسرائيل».

ونبه إلى أن «السياسة الخارجية لا تؤثر مباشرة على الناخب الأمريكى، ولكن فى ظل الحرب فى أوكرانيا والدعم الموجه لإسرائيل فى حربها على غزة، قد تؤثر هذه السياسة على الناخبين هذه المرة».

وأكد أن الأحكام القضائية على «ترامب» غير مؤثرة، فى ظل أن هناك قاعدة عريضة من «الجمهوريين» تدعمه تحت أى ظرف، مضيفًا: «الانتخابات دائمًا ما يحددها المستقلون، وليس الديمقراطيين أو الجمهوريين».

وواصل: «الدستور الأمريكى مصمم على أن تصوت كل ولاية، وبعض الولايات لها قانون خاص بها فى الانتخابات والتصويت، ومن الصعب جدًا تحديد من هو الأقرب للفوز، لأن هناك دائمًا مفاجآت فى الانتخابات».

وأتم: «ترامب تعهد بدعم إسرائيل بشكل كبير، واللوبى الصهيونى يتبرع لحملته، نظير أن تضم إسرائيل الصفة الغربية، والأكيد أن فوز ترامب سيكون نهاية القضية الفلسطينية».

«الديمقراطيون» يتجهون للانقلاب على مرشحهم.. وكاميلا هاريس فى الصورة

توقع محمد الشربينى، أول أمريكى من أصل مصرى يترشح لانتخابات «الكونجرس» الأمريكى عن ولاية كاليفورنيا، أن تؤثر حرب غزة بنسبة ١٠٪ على الأصوات التى سيحصل عليها الرئيس الحالى جو بايدن، وبالنسبة ذاتها على أصوات منافسه دونالد ترامب، لو أعلن عن تأييده الإبادة الجماعية التى تحدث فى القطاع.

ورأى «الشربينى» أن «بايدن» ليست له القدرة على ممارسة السياسة الخارجية، وذلك بنسبة تصل إلى ٩٠٪، ومن يديرون هذا الملف هم مستشاروه، معتبرًا أن الولايات المتحدة فى موقف سيئ من الناحية السياسية، لعدم وجود مرشح كفء.

وأضاف المرشح الأمريكى من أصل مصرى لـ«الكونجرس»: «نحو ٧٠٪ من الناخبين الديمقراطيين لا يثقون فى الحالة الصحية للرئيس جو بايدن، لكن ٩٧٪ منهم سينتخبونه، ونسبة بسيطة ستعارض انتخابه بسبب موقفه من حرب غزة»، معتبرًا أن «حتى الأمريكيين المسلمين منقسمون على اختياره». وواصل: «أما ترامب فله شعبية عالية. لكن ١٪ من الجمهوريين لن ينتخبوه، لأنهم لا يوافقون على أسلوبه فى التعامل السياسى، إلى جانب اتهامه فى قضايا تحرش وتهرب من الضرائب، وتشجيع أنصاره على اقتحام البرلمان، عندما خسر الانتخابات الأخيرة، أمام بايدن». وحذر من أنه «فى حال فوز ترامب سيعانى أكثر من جنون العظمة، ولن يضع اعتبارًا لأى أحد فى قراراته، وهو واحد من أكبر مناصرى إسرائيل، وسيدعم احتلالها شمال غزة، مع مساندة بنيامين نتنياهو وكل المتطرفين هناك، ولن يكون أبدًا مناصرًا للقضية الفلسطينية أو العرب».

وتوقع «الشربينى» أن ينقلب الحزب الديمقراطى على «بايدن»، ويعلن أنه لا يستطيع إدارة البلاد، لتحكم نائبة الرئيس، كاميلا هاريس، البلاد، ما سيؤدى إلى انزلاق الولايات المتحدة فى مشاكل دولية واقتصادية كبيرة، فى ظل عدم امتلاك «هاريس» الخبرة السياسية المطلوبة.

وأضاف: «فى حالة وفاة بايدن قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ستكون كاميلا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطى فى هذه الانتخابات، أو حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، وفى هذه الحالية سيفوز ترامب، لعدم مساندة الشعب الأمريكى لجافين بقوة».

«الملياردير» أقرب لتولى فترة جديدة و«العجوز» فى أدنى مستوى من الشعبية

قال ماركو مسعد، باحث العلاقات الدولية فى مجلس سياسات الشرق الأوسط بواشنطن، إنه من النادر تأثير السياسة الخارجية على مزاج الناخب الأمريكى، لكن حرب غزة تؤثر بالفعل على اتجاهات الناخبين.

وأضاف «مسعد»: «رغم هذا التأثير الواضح، تتمتع الجالية اليهودية بنفوذ أكبر فى القرار السياسى الأمريكى، وسط وجود انقسام بين أبناء الشعب الأمريكى حول الوضع فى فلسطين، بين داعم لأهالى غزة وآخر للإسرائيليين».

وواصل: «ترامب يريد إرسال أسلحة أكثر إلى إسرائيل، والقضاء على حركة حماس بشكل أكبر»، معتبرًا فى الوقت ذاته أن حرب غزة لن تؤثر فى قرار منافسه جو بايدن، سوى فيما يتعلق بإدخال المساعدات، خاصة مع خروج العديد من المظاهرات فى الجامعات الأمريكية.

ونبه إلى أن «ترامب» مؤهل تمامًا للترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، من الناحيتين القانونية والدستورية، حتى مع القضايا المرفوعة والأحكام القضائية الصادرة ضده، التى يستخدمها لجمع تبرعات، معتبرًا أنه «الأقرب إلى الفوز».

وتابع: «ترامب يتصدر الكثير من استطلاعات الرأى، وله نفوذ وشعبية عند السود والشركات التكنولوجية وشركات العملات الرقمية والسيلكون فالى والجاليات، ويحقق نجاحات يومًا تلو آخر، مقابل إخفاقات متواصلة لجو بايدن، الذى حقق أدنى شعبية لرئيس أمريكى فى التاريخ، ويؤثر على موقفه العديد من القضايا مثل حرب غزة، والأزمة الاقتصادية، وارتفاع أسعار السكن والمواد الغذائية والتضخم».