وزير الخارجية يستقبل رئيسة مجموعة الأزمات الدولية.. اللقاء ناقش 3 ملفات
استقبل سامح شكري، وزير الخارجية، اليوم الإثنين، الموافق ١ يوليو الجاري، السيدة كومفورت إيرو، رئيسة مجموعة الأزمات الدولية، وذلك على هامش المشاركة في النسخة الرابعة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين.
وصرح السفير أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن الوزير شكري أعرب فى بداية اللقاء عن الاهتمام الذى توليه مصر لما يصدر عن المجموعة من تقديرات ودراسات؛ اتصالًا بالعديد من النزاعات علي مستوى العالم، لا سيما فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وسبل تسويتها وطرح حلول بشأنها.
وأعرب وزير الخارجية فى هذا الإطار، عن تقديره مشاركة رئيسة المجموعة في فعاليات منتدى أسوان؛ باعتباره إطارًا يجمع كبار المسئولين وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع الأكاديمي، وأنه بات يمثل منصة مهمة لتبادل الآراء والخبرات فى مجال حل وتسوية ومنع النزاعات وبناء السلام علي مستوى القارة الإفريقية.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن اللقاء تطرق إلى مختلف الأزمات التي تشهدها المنطقة، على رأسها الحرب على قطاع غزة والتطورات في السودان وليبيا، حيث حرص وزير الخارجية علي الرد علي استفسارات رئيسة مجموعة الأزمات بشأن تقييم مصر ورؤيتها وجهودها على مسار تسوية النزاعات فى محيطها الإقليمى.
فى هذا السياق ذكر وزير الخارجية أن ما خلّفته الحرب في قطاع غزة من ضحايا مدنيين من نساء وأطفال يتخطى بكثير التداعيات الإنسانية لنزاعات مُماثلة على مدار العقود الماضية، موضحًا أن الوضع الإنساني في غزة يمثل كارثة إنسانية حقيقية بعد مرور قرابة 8 أشهر منذ بداية الحرب، وأنه يقع على عاتق إسرائيل مسئولية أمام المجتمع الدولي وفقًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لوقف هذه الحرب وإنهاء تلك الكارثة الإنسانية الممتدة.
واستعرض شكرى فى هذا الإطار، أوجه انخراط مصر الوثيق في المساعي الدولية والإقليمية لمواجهة التداعيات الإنسانية للحرب على غزة، ودورها على صعيد الوساطة بين الجانب الإسرائيلي وحركة حماس لوقف الحرب الجارية بالتنسيق مع الشركاء في الولايات المتحدة وقطر، فضلًا عن جهود وضع تصور وخطة تحرك دولية متكاملة لاستئناف عملية سلام حقيقية وجادة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا لمقررات الشرعية الدولية ورؤية حل الدولتين.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن سامح شكرى أعرب أيضًا عن قلق مصر البالغ إزاء انزلاق السودان إلى كارثة إنسانية مماثلة نتيجة استمرار القتال الدائر، الأمر الذى يتطلب الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية حفاظًا على أرواح وممتلكات الشعب السوداني الشقيق، مشددًا على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، باعتبارها العمود الفقري للحفاظ على وحدة وسلامة الدولة السودانية. وأكد أن أي حل سياسي حقيقي في السودان لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم دون إملاءات أو ضغوط من أي أطراف خارجية، مستعرضًا الدور الذي اضطلعت به مصر منذ بداية الأزمة في هذا الشأن، سواء من خلال مبادرة دول جوار السودان، أو جهودها على صعيد التوصل لأرضية مشتركة بين مختلف القوى السياسية السودانية، وآخرها دعوة مصر إلى عقد مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية بهدف خلق أرضية مشتركة بين كافة التيارات المدنية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني- سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة.
واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته، مشيرًا إلى أن المناقشات تطرقت أيضا إلى الوضع فى ليبيا، حيث أكد وزير الخارجية مواصلة مصر جهودها في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، بما يُسهم في تعزيز مسار الحل الليبي- الليبي، واحترام مؤسسات الدولة المنتخبة، وصولًا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، مؤكدًا ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا في مدى زمني محدد، ما يحفظ وحدة وسيادة واستقرار ليبيا.
وفى نهاية اللقاء، أعرب الجانبان عن سعادتهما لمواصلة اللقاءات التشاورية بينهما علي مدار الفترة الماضية على هامش العديد من المناسبات والفعاليات الدولية لتبادل الآراء والتقديرات، الأمر الذى يعزز من قدرة المجتمع البحثى والأكاديمى علي المزيد من المتابعة والإدراك الشامل لطبيعة النزاعات القائمة ومواقف الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة تجاهها، والعمل على طرح حلول ومقترحات تسهم فى تسوية تلك النزاعات.