من "حنا مينه" لتجار البطاطس.. معارك وحيد حامد فى السينما
خاض وحيد حامد الكثير من المعارك، منها معارك تخص أفلامه لاتهامه بسرقة وما شابه أو معارك كتب عنها وكشفها للناس عبر مقالاته، وكان وحيد حامد للدرجة التي ظل يرمي فيها بحجر في البحيرة الراكدة في كل مقال له، عصيًا على الخوف، يحارب الجماعات الدينية في أوج قوتها، ويقول كلمته ولا يخشى شيئًا، ومن هنا كانت مقالاته تقلب الراكد وتثير القلق وتؤشر لمعارك يبدأها ولا ينهيها إلا منتصرًا.
حنا مينه ورواية المرأة ذات الثوب الأسود
فى نهاية تسعينيات القرن الماضى؛ اشتعل خلاف بين الروائي السوري حنا مينه، والسينمائى وحيد حامد (1 يوليو 1944 – 2 يناير 2021)؛ الذى نحتفي بذكرى ميلاده اليوم؛ بسبب رواية حنا مينه التي جاءت تحت عنوان "المرأة ذات الثوب الأسود".
واتهم الروائي السوري الشهير السيناريست الكبير وحيد حامد بسرقة روايته وتحويلها لسهرة تليفزيونية جاءت تحت عنوان "أنا وأنت وساعات السفر"؛ وهو خلاف أثارته صفحات "أخبار الأدب" وعرض له الصحفي محرر شعير آنذاك.
بياعين البطاطس
وهناك معارك كان يمكن أن تكون معارك عظيمة جدًا بعد أن كتب وحيد حامد مقالات يكشف الكثير فيها عن المتربحين من تجار السينما، ففي أحد مقالاته كتب وحيد حامد يقول: "تجار السينما يلعبون لحسابهم فقط، وهم يلعبون بلا قواعد، المهم تحقيق أعلى عائد من الربح، والسينما عندهم تجارة فقط، مثلها مثل تجارة البطاطس أو الباذنجان، وهم غرباء تمامًا عن السينما كفن ووسيلة من وسائل الاستنارة والمتعة والإحساس بالجمال ومناقشة قضايا الناس بموضوعية، وهم يروجون لهذه السلعة بكل ما لديهم من حيل وخداع، وإلى عهد قريب كانوا يطلقون الشائعات ويكتبون في الإعلانات الفيلم الذي كان مرفوضًا من الرقابة على اعتبار أن ما ترفضه الرقابة لا بد أن يكون به الكثير من المحاذير والممنوعات والتي قد تكون مشاهد جنسية كما يزعم البعض أو التطرق إلى قضايا سياسية ساخنة وتلك أمور تعد من عناصر الجذب للمشاهد".
ويضيف: "انكشفت الخدعة وأصبحت غير مؤثرة وهنا اتجه تجار السينما لفتح جراب الحاوي للبحث عن عنصر جذب جديد، وكان الجنس حيث كان يتم إقحام المشاهد التي تحتوي على إثارة أو مساحات من العري والرقص، دون توظيف درامي حقيقي وفعال أو ملزم بالضرورة وضمن السياق ويعبر عن شيء".
وعندما سيطر الملل والسأم على الجمهور من تلك الأشياء وباتت كعدمها كان لا بد من فتح جراب الحاوي مرة أخرى، وهذه المرة كان لا بد من استثمار المد الديني والأخلاقي الذي احتل مساحة عريضة من أرضية المجتمع.
المتطرفون
خاض وحيد حامد معركة عنيفة ضد الجماعات المتطرفة، معركة وضعت حياته على المحك، معركة لم ينج منها المشاركون فيها بدءًا من البطل عادل إمام وجميع المشاركين، لكنهم كانوا من الشجاعة التي وقفوا فيها ضد الجماعات وسافر فيها عادل إمام لأسيوط غير خائف ولا متوجسًا، وبرغم أن هناك محاولات كادت تتم للاغتيالات لكنهم وقفوا بصدر عار أمام كل هذه المحاولات.