ماذا دار في لقاء محمد عبد الحليم عبد الله بـ طه حسين؟
محمد عبد الحليم عبد الله (1913 - 1970)، هو مؤلف وأديب روائي مصري، تحولت أعماله الأدبية إلى أفلام سينمائية بسبب ما تميز به من ثراء في الأحداث والشخصيات والبيئة المحيطة بها، من أبرزها مسلسل لقيطة عن روايته بنفس الاسم، وكذلك مسلسل شجرة اللبلاب عن روايته بالاسم نفسه وكذلك مسلسل للزمن بقية، وفيلم الليلة الموعودة وفيلم غصن الزيتون.
طه حسين يروى تفاصيل كتابة قصة " الأيام"
في ذكرى وفاته التي تمر علينا اليوم نستعيد ذكرى لقاء محمد عبد الحليم عبد الله بعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين؛ وذلك ضمن باب "حديث الشهر" الذى ينشره فى مجلة القصة وحاور فيه عدد من الشخصيات الثقافية الفاعلة فى المشهد الثقافي المصري وهو لقاء كان فى عام 1964؛ وقتها قال له محمد عبد الحليم:" إن قصة الأيام من القصص التي استولت على قلبي. قرأتها وأنا في مقتبل شبابي تحت مصباح الجاز في حي وطني وأنا أعتبرها من أهم أعمالك الأدبية. فهل من الممكن أن تحدث قراء مجلة القصة عن الارهاصات التي سبقت هذا العمل؟؛ فما كان من العميد أن قال له:" لعل أخص خصائص كتاب (الايام) - أنه كتب للهرب من الحياة الواقعة تصور انني كتبته هربا من الحياة الواقعة. كنت حينئذ في فرنسا. وكنت ضائقا أشد الضيق بالحياة العقلية في مصر لأن أزمة كتاب (الشعر الجاهلي) المشهورة كانت قائمة على قدم وساق ودخلت أزمته الى البرلمان وهدد عدلى بالاستقالة.
عميد الأدب لـ"عبد الحليم عبد الله": كتبت الجزء الثاني لـ"الأيام" في فرنسا
وتابع عميد الأدب العربي فى حديثه لـ"محمد عبد الحليم عبد الله"؛ قائلًا: "كل هذا أصابني بضيق شديد جعلنی أفزع الى الماضي فأخذت في املاء الجزء الأول من الكتاب وأنا في الخارج، وانتهى العمل وانتهت اقامتي في فرنسا وعدت الى وطنى الى مصر فوجدت شيئا هاما بانتظارى هو أننى محال الى النيابة للتحقيق معى في أمر كتاب " الشعرالجاهلي " وذهبت الى غرفة رئيس النيابة. انني لا أزال أذكر لقبه فهو من عائلة نور المشهورة ووجدت في القاعة عددا ضخما من علماء الأزهر جاءوا ليناقشوني في الموضوع أمام رئيس النيابة بناء على دعوته إياهم وأذكر أن النقاش امتد بيننا طويلا حتى تعبوا. عندئذ قال أحد العلماء لرئيس النيابة: يا صاحب السعادة: ليس عندي ما أقوله في هذا المقام الا ما قاله ابن حزم في الأشعري: الأشعرى كافر حلال الدم ».. وقال آخر: « وهذا دم ضيعه أهله.غير أن الجدل استمر بعد ذلك طويلا حتى صاح الشيخ الابياري فجأة من شدة الصداع وهو يضع كفيه علي صدغيه: يا صاحب السعادة اطلب لي فنجان من القهوة"، ومن الغريب أنني أمليت الجزء الثاني في فرنسا وأنا في أزمة كذلك كنت وقتئذ عميدًا لكلية الآداب وحدث نزاع بيني وبين الحكومة بسبب كتاب لبرناردشو كان يدرس في الكلية رأت الحكومة فيه شيئًا لا يرضيها".