"آخر أيام الجماعة".. كيف تصدت القوات المسلحة فى 30 يونيو لمن يروعون الشعب؟
سلّط الفيلم الوثائقي "آخر أيام الجماعة" الضوء على دور القوات المسلحة، وكيف بثت الطمأنينة في نفوس الشعب المصري، وسط حالة خوف عام، مع إعلان الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، في 23 يونيو عن أن الجيش المصري جاهز للتصدي لكل من يروع المصريين.
وقال وزير الدفاع: "سنكون جاهزين نتصدى لأي حد يحاول يهدد مصر أو المصريين".
في مساء 26 يونيو ألقى مرسي خطابا مطولا اتهم فيه الكثير من الجهات بإفشال حكمه ونصب الفخاخ لإدارته. الخطاب، الذي استمر 156 دقيقة، تحمل المصريون ملله على مضض، وأتى على ما تبقى من شرعية متضائلة. وصب خطاب مرسي مزيدا من البنزين على النار.
وفي يومي 28 و29 يونيو شهدت مصر مواجهات دموية تصاعدت بين ميليشيات الإخوان والشعب المصري، راح ضحيتها قتلى ومصابون، وعلى الجهة الأخرى حُرقت مقرات الجماعة واحدا تلو الآخر، وارتفعت الهتافات: "تسقط دولة الإخوان، يسقط يسقط حكم المرشد".
مع شروق يوم 30 يونيو بدأ الستار يسدل على حكم الجماعة مع خروج ملايين المصريين في الميادين، بينما تمترس أنصار الجماعة وحلفاؤها في ميداني النهضة والشهيد هشام بركات، الذي كان معروفا بميدان رابعة العدوية.
وفي الأول من يوليو أعلنت المؤسسة العسكرية عن إمهال القوى السياسية 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخي وتحقيق مطالب الشعب المصري، ثم أعادت القوات المسلحة دعوتها في اليوم التالي، وترقب الجميع لما ستؤول إليه الأمور. في الثاني من يوليو توالت الحشود أكثر إلى الميادين بعد بيان الجيش، وأخذت حكومة قنديل في الاستقالات، وفي المساء خرج مرسي في خطاب مطول وممل.
في الثالث من يوليو كانت البلاد على موعد مع لحظات تاريخية فارقة. واصل مرسي عناده متشبثًا بالكرسي مستسلما لأوامر جماعته ومتجاهلا إرادة المصريين، وأعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسي البيان الحاسم الذي تضمن خارطة المستقبل في حضور ممثلي القوى الوطنية.
ذلك البيان الذي طوى صفحة الجماعة وعام حكمها، استجاب لإرادة الشعب المصري، واتفق المجتمعون على خارطة مستقبل، بدأت بتعطيل العمل بالدستور، ثم سقط أفراد الجماعة الإرهابية في قبضة الأمن واحدًا بعد الآخر.