أزمات مستعصية.. سباق التسلح وتطور التكنولوجيا العسكرية يشعل الحروب والصراعات عبر العالم
أظهر تقرير مؤشر السلام العالمى لعام 2024 زيادة حدة الصراعات والحروب حول العالم وتدويلها بسبب زيادة عمليات التسليح، وتقدم وتطور تكنولوجيا السلاح، سواء لدى القوى الكبرى أو المتوسطة وحتى الجماعات المسلحة، بخلاف زيادة واردات السلاح من قبل العديد من دول العالم.
وأوضح تقرير مؤشر السلام العالمى (GPI) لعام 2024، الصادر عن "معهد الاقتصاد والسلام" (IEP)، الشهر الجاري، أن الحرب في القرن العشرين شهدت تغيرات واسعة بسبب اتجاهين رئيسين، هما التغيرات في التكنولوجيا العسكرية والتنافس الجيوسياسي المتزايد.
مؤشر السلام العالمى: سباق التسلح يشعل الصراعات عبر العالم
وأكد تقرير مؤشر السلام العالمى لعام 2024 أن عمليات التسليح لم تعد قاصرة فقط على الدول، ولكن انتقل الأمر للفاعلين من غير الدول، حيث يمكن للجماعات المسلحة الاشتباك بفاعلية أكبر مع الدول الكبرى عبر استخدام تقنيات جديدة، مثل الطائرات المُسيّرة والمتفجرات وأجهزة التفجير عن بُعد.
وكشف التقرير عن ارتفاع نسب استخدام الجماعات المسلحة الطائرات دون طيار بنسبة زادت عن 1800% مقارنة بعام 2018، ما أدى إلى تعقيد النزاعات عبر العالم، وصعوبة التوصل إلى سلام، سواء في الحروب الأهلية أو الحروب بين الدول.
وأظهر مؤشر السلام العالمي زيادات القدرات العسكرية بنسبة 10% عن عام 2014 رغم انخفاض القدرات البشرية وعدد الأفراد المنضوين داخل صفوف القوات المسلحة بالدول، فقد شهدت الصين على سبيل المثال أكبر زيادة في القدرات العسكرية، وفي المقابل تراجعت قوى أخرى مثل فرنسا وروسيا بنسبة طفيفة للغاية، لكن زيادة التسليح والإنفاق العسكري ما زالت مستمرة.
مؤشر السلام العالمى: الجماعات المسلحة تشعل الصراعات عبر العالم
ونتيجة لزيادة مستويات التسليح والإنفاق العسكري، وانخراط الجماعات المسلحة والفاعلين من غير الدول، وتقدم التكنولوجيا العسكرية ودخولها على خط الصراعات- تفاقمت حدة الحروب والصراعات المسلحة عبر العالم، مع صعوبة السيطرة عليها وتدفقها لمناطق الصراعات، سواء للدول أو الجماعات المسلحة، ما عقّد من صعوبة التوصل إلى سلام ينهي هذه الحروب عبر المناطق المختلفة من العالم.