تحولات خطرة.. التنافس بين القوى الكبرى والتوترات الجيوسياسية يشعلان الحروب عبر العالم
أظهر تقرير مؤشر السلام العالمى لعام 2024 زيادة احتمال نشوب المزيد من الصراعات والحروب الدولية عبر العالم في ظل عجز القوى المنخرطة في هذه الحروب عن حسمها لصالحها بالانتصار العسكري.
تراجع متوسط مستوى السلام العالمى عام 2024
وأوضح تقرير مؤشر السلام العالمى (GPI) لعام 2024، الصادر عن "معهد الاقتصاد والسلام" (IEP)، الشهر الجاري، أن متوسط مستوى السلام العالمي تراجع بنسبة 0.56% عن العام 2023، ليعكس الانهيار المستمر في مستويات السلمية على مدار الـ16 عاما الماضية، فقد تدهورت أوضاع السلمية في 97 دولة مقابل تحسن الوضع فى 65 دولة.
ورغم تحسن تدابير تخفيف حدة الصراعات السنوات الـ16 الماضية وفق مؤشر السلام العالمي، إلا أن أوضاع العسكرة تدهورت في 108 دول، ما يعكس فرص اندلاع المزيد من الحروب والصراعات حول العالم السنوات المقبلة.
مؤشر السلام العالمى: التنافس بين القوى الكبرى يشعل الصراعات
وأظهر تقرير مؤشر السلام العالمي انخفاض عدد الصراعات التي انتهت بانتصار حاسم من 49% في سبعينات القرن الماضي إلى 9% فقط خلال العقد الأول من القرن الجاري (2000-2010)، كما انخفضت الصراعات التي انتهت باتفاقيات سلام من 23% إلى 4% فقط خلال الفترة ذاتها.
وأكد تقرير مؤشر السلام العالمي أن التحولات الجيوسياسية عبر العالم زادت من تعقيد إدارة النزاعات العالمية، فقد أدى الانتقال من عالم أحادي القطبية تهيمن عليه الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الباردة إلى عالم متعدد الأقطاب إلى زيادة حدة المنافسة بين القوى الكبرى واشتعال حدة الصراعات، فنتيجة للضغوط التي تمر بها القوى الفاعلة، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أدى ذلك لضعف فاعليتها فى الحد من الصراعات أو منع تفاقهما، فضلا عن حسمها وحلها بشكل سلمي.
وفي المقابل زادت المنافسة من قبل الصين وروسيا والقوى الإقليمية الصاعدة للقوى الكبرى التقليدية من حالة الصراعات في ظل التكالب على مناطق السيطرة والنفوذ عبر العالم.