رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منير فخرى عبدالنور: قلت للسفيرة الأمريكية سيخرج المصريون بالملايين فى 30 يونيو فقالت لى: «إنت بتحلم»

منير فخرى عبدالنور
منير فخرى عبدالنور

كشف الوزير الأسبق منير فخرى عبدالنور، السياسى البارز والقيادى بحزب «الوفد»، عن أنه راهن بمبلغ ١٠ جنيهات على رحيل جماعة «الإخوان» عن حكم مصر خلال عام واحد فقط من وصولها للسلطة، وهو الرهان الذى كسبه فى النهاية.

وأفاد «عبدالنور»، خلال الجزء الثانى من حديثه لبرنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز على فضائية «إكسترا نيوز»، بأنه قال للسفيرة الأمريكية فى مصر وقتها، آن باترسون، إن المصريين سينزلون للشوارع بالملايين ضد «الإخوان»، فقالت له: «إنت بتحلم». 

ونبه إلى أن الغرب كله كان يريد وصول «الإخوان» لحكم مصر وعمل على مساندتهم، وأكد للقوى السياسية المصرية أنه لن يسمح بإسقاطهم، مشددًا على أن الجيش المصرى لم يعمل على إفشال الجماعة، لأنه أراد فعلًا الانسحاب تمامًا من السياسة، لكن الأمور اضطرته للتدخل، لأن البلاد كانت على شفا حرب أهلية.

■ كيف كان يتم تنظيم العمل داخل «جبهة الإنقاذ» أثناء فترة حكم الإخوان؟

- حزب «المصريين الأحرار» أعطانا مكتبًا فى الزمالك، وكنا نجتمع على الأقل ٣ مرات فى الأسبوع، والجميع كان مواظبًا على الحضور ومتحمسًا، والمناقشات داخل الجبهة كانت ثرية جدًا، وكانت هناك منافسة بين الأطراف المختلفة، وهذا أمر طبيعى، لكن كنا نصل دائمًا إلى توافق فى نهاية كل اجتماع.

وكانت هناك اختلافات فى الرأى بخصوص التوقعات، لكن الهدف كان واحدًا، وهناك من كانوا متأكدين من أن النصر قريب، وأننا سنتمكن من القضاء على نظام الإخوان وتغييره فى أسرع وقت ممكن، وهناك من كان يرى أن المعركة طويلة وستستغرق وقتًا.

وبالمناسبة، كنت منذ الصيف السابق لـ٣٠ يونيو أراهن على أن هذا النظام لن يعيش أكثر من عام واحد، وقد راهنت السفير نبيل العربى، ووقتها كان فى الجامعة العربية، وكنا نصيّف معًا وقلت له: «هنصيّف فى يوليو ٢٠١٣ من غير الإخوان»، وقال لى: «إنت بتحلم»، قلت له: «سيبنى أحلم»، وراهنته على ١٠ جنيهات ووقع لى عليها، وكسبت الرهان.

وجميع أعضاء «جبهة الإنقاذ» كانوا فى منتهى النشاط، وكان هدفهم رحيل نظام الإخوان، و«حزب النور» لم ينضم إلى الجبهة ولم يشارك فى أى اجتماعات، وكانوا أعضاء فى مجلس الشعب، ولم يدعوا أبدًا انضمامهم إلينا.

وكنت أمينًا لـ«جبهة الإنقاذ» بعد الدكتور أحمد البرعى؛ بسبب وجود بعض المشاحنات بين الدكتور البرعى وعمرو موسى.

■ كيف تعاملت الجبهة مع الاعتداء على الكاتدرائية فى ٧ أبريل ٢٠١٣؟

- «جبهة الإنقاذ» أصدرت بيانًا قويًا جدًا بعد الواقعة، وكانت هناك أحداث طائفية فى الخصوص، ونتجت عن تلك الأحداث وفاة عدد من الأقباط، وهم كانوا خارجين من الكاتدرائية وحدث اعتداء على الجنازة بالطوب، وكان الشكل سيئًا جدًا، وأسوأ ما فى الأمر أن الصحافة العالمية كتبت عن الحادث.

و«جبهة الإنقاذ» اتخذت موقفًا قويًا وأصدرت بيانًا، ووجهنا التهمة إلى الرئيس الإخوانى محمد مرسى شخصيًا، وحملناه المسئولية كاملة فى مسألة الاعتداء على الكاتدرائية.

■ ماذا عن الضغوط الخارجية التى تعرضت لها جبهة الإنقاذ؟

- الضغوط الخارجية على «جبهة الإنقاذ» لم تتوقف، بداية من مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى، وعلى رأسهم السيناتور جون ماكين، وعندما جاءوا كانت رسالتهم واضحة جدًا، وهى ضرورة التعاون مع الإخوان.

وكل أسبوع كان يأتى إلىّ فى منزلى إما سفير الاتحاد الأوروبى جيمس موران، أو سفير إسبانى كانت له صفة مع الاتحاد الأوروبى، وكانت رسالتهما لـ«جبهة الإنقاذ» هى: يجب أن تتعاونوا وتتصالحوا وتجدوا حلًا وسطًا للخلافات مع الإخوان.

كما أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى «كاترين أشتون» جاءت واجتمعت معنا يوم ٢٥ يونيو ٢٠١٣، وكنا مجموعة كبيرة، وكان معى السفير نبيل فهمى ومحمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، وكانت رسالتها هى: لن نسمح بسقوط نظام منتخب انتخابًا ديمقراطيًا ولن نقبل، وكان كلامها قاطعًا، وكان ردنا أننا لن نتعاون مع هذا النظام لأنه يفتقد الوطنية تمامًا.

■ ماذا مع السفيرة الأمريكية؟ 

- قابلت السفيرة الأمريكية «آن باترسون» فى حفل على شرف مجموعة من رؤساء وزراء دول أوروبا الشرقية، وقالت لى: «أخبار ٣٠ يونيو إيه؟»، فقلت لها: «تمام، والمظاهرة ستكون جبارة، وعلى الأقل سيخرج ١٠ ملايين مصرى فى الشوارع»، فقالت لى: «إنت بتحلم».

ودارت الأيام، وبعد ذلك قابلتها فى أمريكا وذكّرتها بهذا الموقف، وقلت لها إن حلمى قد تحقق.

■ كيف كانت الجماعة تتعامل مع الجبهة فى ذلك التوقيت؟

- فى هذه الأيام كنا نقترب من شهر يونيو، واتصل بى هشام زعزوع، وزير السياحة وقتها، وقال لى إن وزير الإسكان الدكتور طارق وفيق يريد أن يجتمع معك، وبالفعل اجتمعت معه، وكانت الرسالة هى: «يا جماعة نقعد ونتفق»، فقلت له: «نتفق على إيه؟، الخلافات كبيرة جدًا ولا يمكن أن نتفق، وللأسف فات الأوان»، لكنى عرضت الأمر على «جبهة الإنقاذ» لكن الأمر كان قد تأخر جدًا.

ووزير الإسكان فى حكومة هشام قنديل اتصل بى يوم ٢٨ يونيو وطلب منى تأجيل مظاهرات ٣٠ يونيو، مقابل تنفيذ ما تريده الجبهة وتنازل «مرسى»، وهو كلام لم أعرضه على الجبهة لأنه خيالى، فقلت له إنه لا يوجد أحد يستطيع إيقافها، ولا أى حزب، لأن القطار انطلق وبسرعة خيالية.

وفى يوم ٢٩ يونيو، دُعيت لحوار فى مقر قناة «الجزيرة» بالقاهرة، والاستديو كان على النيل بالعجوزة، والمحاور كان يتحدانى بسبب ٣٠ يونيو، فقلت له: «لن يوجد مركز من القاهرة لأسوان سيكون خاليًا من الناس، حتى فى الصعيد»، وعند خروجى وجدت القيادى الإخوانى عصام العريان، وقال لى: «إنتو هاتدفعوا الثمن غالى جدًا»، فقلت له: «إنتو مين؟»، فقال: «إنتو الوفد».

■ هل كنت تتوقع ما حدث يوم ٣٠ يونيو؟

- ما حدث فى يوم ٣٠ يونيو من خروج للمتظاهرين إلى الشوارع كان أضعاف أضعاف ما توقعناه، وأنا لا أعرف شخصًا لم يهتف باسم مصر أو يرفع العلم فى هذا اليوم.

والأسبوع الأخير قبل الثورة لم تجتمع فيه الجبهة، لكن تم استدعاؤها قبل بيان ٣ يوليو، وحضر محمد البرادعى بوصفه منسق «جبهة الإنقاذ»، وكنت أراه وقتها رجلًا نقيًا جدًا ولكن لا يجوز أن يكون ناشطًا سياسيًا، وهو لم يرد أن يتولى رئاسة الوزراء بعد رحيل «مرسى»، وقال: «مش شغلتى الرز بكام والزيت بكام»، وكان يريد منصب رئيس الجمهورية.

■ كيف كان المشهد بعد عودتك للحكومة عقب رحيل الإخوان؟

- كان هناك تدخل من بعض الأطراف الخارجية بعد رحيل الإخوان لمحاولة التوسط بين مجموعة منهم والدولة، ومن هؤلاء كاترين أشتون، رئيسة المفوضية الأوروبية، ووزير خارجية قطر، وأطراف إماراتية، ولكن محاولة التوسط لم تصل لنتيجة حاسمة.

وفى اليوم التالى لاجتماع مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور حازم الببلاوى، وبالتحديد فى يوم ٢٣ يوليو وكان عيد الفطر وقتها قد اقترب، وأثناء دخولى مجلس الوزراء قابلت أحد الأشخاص وقال لى: «كلم محمد البرادعى، لأنه زعلان لأنه كانت هناك حلول ولم تنفذ»، و«البرادعى» كان يريد الإفراج عن سعد الكتاتنى وأبوالعلا ماضى مقابل تخفيض عدد المتظاهرين برابعة، فقلت له: «وأين هيبة الدولة لو تم الإفراج عنهما؟».

وبعدها سافرت للساحل، وهناك التقيت «البرادعى»، وسألته: «إنت زعلان ليه؟»، فقال: «كان يوجد اتفاق ولم يُنفذ»، فقلت له: «البلد مخنوقة ولا بد أن يكون هناك حل لفض المظاهرات». 

ومجلس الوزراء فى اجتماعاته اتخذ قرارًا بتفويض وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم باتخاذ الإجراءات اللازمة بالوقت المناسب لفض الاعتصامات.

والعيد كان قد انتهى يوم ١٣ أغسطس، والفض كان يوم ١٤، لأن الحكومة رفضت الفض فى رمضان، وكانت هناك وساطات بين الداخلية والدفاع مع الأطراف الأخرى، والحكومة لم تكن طرفًا فيها، وكان يحضرها وزير الدفاع ورئيس الأركان ووزير الخارجية، والوزراء كانوا متفرجين ولم يكونوا مفوضين ولا وكلاء.

ثم تم اتخاذ القرار بالفض يوم ١٤ أغسطس، ويومها غادرت مكتبى مبكرًا مع الدكتور حازم الببلاوى، بعد أن طلبنى، وكنا نتابع فض اعتصام النهضة، الذى لم يأخذ وقتًا، وتخيلنا أن الأمر سيكون كذلك برابعة، ولكنه كان يومًا قاسيًا جدًا. 

■ كيف ترى ما حدث لدور العبادة بعد الفض فى ظل حالات الاعتداء الوحشية واستهداف الكنائس؟

- ما حدث من استهداف لدور العبادة بعد فض رابعة كان رسالة واضحة جدًا من الإخوان. 

وفى اجتماع مجلس الوزراء اللاحق لهذه الأحداث دخل علىّ وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وقال لى: «أنا جاى أعتذر لك عن حرائق الكنائس»، فقلت له: «الكنائس بتاعتك والجوامع بتاعتى، وهذه مأساتنا كلنا»، وكلمات الرئيس السيسى كانت فعلًا خارجة من القلب.

■ إذا أخذنا إطلالة شاملة على المشهد بمراحله المختلفة.. ما الذى نتعلمه منه فى رأيك؟

- أولًا، علينا أن نستوضح تطور الأمور، فهناك الكثير من الكلام، سواء بحسن نية أو سوء نية، حول أن الجيش كان قد خطط لهذه العملية منذ البداية، وأن الجيش هو من أوصل الإخوان إلى الحكم وهو من أفشلهم، والهدف فى النهاية كان أن يسيطر.

وبمنتهى الأمانة أقول، وليس دفاعًا أو تأييدًا لأحد، إن هذا الكلام غير صحيح، وكما قال لى اللواء محمد العصار، أثناء عزاء شقيق المشير فى مسجد آل راشدان، إن الجيش قرر بالفعل الانسحاب من الشأن السياسى واحترام قواعد الديمقراطية، وإنه اضطر إلى أن يغيّر موقفه عندما وجد أن مصر على حافة حرب أهلية، لأننا بالفعل كنا على حافة حرب أهلية، والدليل هو ما شاهدناه فى ٣٠ يونيو، وما تلاها من معارك فى فض رابعة أو حرق الكنائس أو الهجوم على مبنى وزارة المالية، أى أننا كنا على شفا حرب أهلية فعلًا، وبالتالى فإن الجيش قد تدخل فى الوقت المناسب. 

ومراجعتى للتسلسل التاريخى تجعلنى مقتنعًا تمامًا بأن الجيش كان أمينًا وصادقًا فيما حدث، واحترم قواعد الديمقراطية، ولم يتدخل الجيش إلا عندما وجد أن الأمر يستدعى التدخل. 

وثانيًا، أرى أنه عندما يتحد المصريون لا توجد قوة فى العالم يمكن أن تقف أمامهم، فقد شاهدت الغرب مجتمعًا، بدءًا من الاتحاد الأوروبى، بكل دولة فيه، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانوا جميعًا يقصدون وصول الإخوان إلى سدة الحكم ومساندتهم، لأنهم كانوا يرون بشكل أو بآخر أنهم الحل لمشكلة الشرق الأوسط ككل، طبقًا لتصورهم، لكن عندما اتحدت القوى المدنية السياسية الوطنية المصرية لم تستطع قوة أن تتغلب عليهم، ومن شاهد مظاهرات المصريين فى ٣٠ يونيو لا بد أن يعرف أن الشعب المصرى كل أمله هو إقامة دولة مدنية عادلة ديمقراطية حديثة.

والشعب المصرى كان يريد أن يمتلك وطنه بكل معانيه، وعندما قام بالثورة كان يريد الوطن الحاضن لكل أبنائه، الوطن الأرض.. الوطن الثقافة.. الوطن التاريخ.. الوطن الأمل فى المستقبل.

والإخوان، الذين حكمونا، لا يفهمون معنى الوطن ولا يهمهم الوطن، وانتماؤهم الدينى، أو ما يتصورون أنه دين، أبعدهم تمامًا عن معنى الوطن، لكن المواطن المصرى أعاد امتلاكه لوطنه من جديد. 

وكان هناك وقتها شعور بالهوية الوطنية أثناء السير فى مظاهرة ٣٠ يونيو، وشعور بأن المصريين كلهم إخوة على الرغم من اختلاف الميول السياسية والطبقات الاجتماعية، فهم يسيرون جميعًا فى مظاهرة واحدة لتحقيق نفس الهدف، والهدف هو مصر، بكيانها وثقافتها، بتاريخها ومستقبلها. 

■ أثناء الوجود فى الحكومة كنتم تسمعون عن بعض الدعوات التى تكررت بعد ذلك وتدعو لفكرة «المصالحة».. فيكف رأيت ذلك؟

- عندما دخلت إلى الوزارة كانت فكرتى هى أن جماعة الإخوان التى حكمتنا هى جماعة ضالة وإنما يوجد منهم من هو صادق، وأن هناك من نستطيع أن نكسبهم ونقنعهم، لكن بعد ذلك أيقنت أن هذا وهم، وأن الإخوان فى وادٍ ونحن فى وادٍ آخر، ومن المستحيل أن نتفق، لأن من يستخدم الدين فى السياسة هو رجل غير أمين مع نفسه، لأنه يُقحم ما هو مُقدّس فيما هو دنيوى إلى أقصى درجة، ومن يعمل فى السياسة يريد أن يحقق أهدافًا دنيوية، فكيف أقحم المقدس فى أمر دنيوى متغير ونسبى، بينما الدين هو حقيقة مطلقة؟.

■ لو عاد بك الزمن مرة أخرى.. هل كنت ستسير فى نفس الطريق؟

- كنت سأسير فى نفس الطريق بنسبة ١٠٠٪، وعندما أعمل مراجعات مع نفسى لا أجد شيئًا فعلته يمكن أن أندم عليه، أو شيئًا تمنيت لو أنى فعلت غيره، والإنسان يخطئ أحيانًا لكن فى هذا المسار لم أُخطئ.. فهل أخطأت عندما دافعت عن مصر؟! وهل أخطأت عندما دافعت عما أؤمن به وعندما رفضت أن أتعاون مع من لا أستطيع أن أتعاون معه؟!، وعندما حاولت أن أخدم مصر بلدى فى وزارات مختلفة؟!.

■ هل تعاملتم مع حركة «تمرد»؟

- فى ٢٦ أبريل، أعلنت حركة «تمرد» عن نفسها لأول مرة، واستخدمت نفس اللفظ الذى استخدمته «جبهة الإنقاذ» فى بياناتها، أى التهديد بالانتخابات الرئاسية المبكرة، والحركة أصدرت بيانًا ودعت المصريين للتوقيع على استمارة لسحب الثقة من «مرسى».

وقد تعاملنا فى «جبهة الإنقاذ» مع «تمرد» منذ الدقيقة الأولى، ورأينا أن الشيوخ لهم مكانهم فى الجبهة، لكن دور الشباب فى الشارع أمر أساسى.

وقد تعاملت مع أعضاء الحركة مباشرة وجمعت لهم أموالًا من أجل الدعم اللوجستى وتغذية المتظاهرين كل يوم جمعة، واتصل بى السيناريست وحيد حامد وقتها، وقال لى: «أرجوك عاوز أشوفك بكرة الساعة ١٢»، وذهبت إليه وأعطانى ١٠ آلاف جنيه، وقال لى: «المبلغ ده لتمويل تمرد»، فالشارع وقتها كان متحمسًا بشكل كبير لرحيل الإخوان.