طلاب الثانوية عن مبادرات استضافتهم للمذاكرة: «دليل جديد على جدعنة المصريين»
توجه عدد كبير من طلاب الثانوية العامة، فى جميع محافظات الجمهورية، بخالص الشكر لكل من حرص على دعمهم، بتوفير أماكن للمذاكرة لهم، سواءً فى المساجد والكنائس وأماكن أخرى، بالتزامن مع انقطاع الكهرباء بشكل دورى لتخفيف الأحمال.
وبادر عدد من أهالى سوهاج بتوفير أماكن مكيفة للطلاب، مع تقديم مشروبات مجانية لهم، على مدار الأسبوع، خاصة فى فترات انقطاع الكهرباء. وقالت رضوى جمال، طالبة بالصف الثالث الثانوى بسوهاج: «عندما ينقطع التيار الكهربائى لا نستطيع المذاكرة أو التركيز، لذا نبحث عن أى مكان يمكن أن نذاكر فيه». وأضافت الطالبة: «نشكر أى شخص يبادر بفتح بيته أو تقديم أى مساعدة للطلاب فى الامتحانات»، مشيرة إلى أن هذه المبادرات أنقذتها قبل امتحان «الفيزياء»، الذى وصفته بـ«المصيرى».
وقال السيد فؤاد عباس، عمدة قرية «الصوامعة غرب» بسوهاج، إنه وفر مكانًا داخل أحد منازل العائلة، وجهزه لاستقبال جميع طلاب الثانوية من أبناء مدينة طهطا والمدن المجاورة لها، على مدار الأسبوع، مضيفًا «نوفر لهم مشروبات مجانية».
ووصف محمد حسين، والد أحد طلاب الثانوية العامة، مبادرة أهالى سوهاج بفتح منازلهم لاستقبال طلاب الثانوية لاستذكار دروسهم وقت انقطاع الكهرباء فى منازلهم، بأنها كرم كبير، مضيفًا: «نسأل الله أن يجازيهم خيرًا، ما يحدث يؤكد جدعنة وكرم أهالى سوهاج فى الوقوف بجانب بعضهم البعض وقت الأزمات».
وفى محافظة الغربية، أعرب طلاب الثانوية العامة عن سعادتهم وامتنانهم للجهات التى تجاوبت مع مبادرة فتح مراكز الدروس وقاعات الأفراح و«الكافيهات» المكيفة للمذاكرة، خلال فترات انقطاع التيار الكهربائى.
وقالت أنغام عبدالرازق، طالبة بالصف الثالث الثانوى بمركز السنطة، إن تلك المبادرة نجحت فى تحقيق هدفها، وأصبح بإمكان الطلاب الذهاب لأكثر من مكان للمذاكرة، مثل «السناتر» وقاعات الأفراح والمقاهى المكيفة، مشيرة إلى أن جميع هذه الأماكن تقدم المشروبات مجانًا للطلاب، مضيفة: «هذه المبادرات تؤكد جدعنة المصريين وروح التكاتف بين أفراد المجتمع».
وأشار عمرو عبدالرازق، طالب فى مدينة طنطا، إلى حديث «الخير فىّ وفى أمتى»، مضيفًا: «هذه المبادرات تجسد الخير الذى فى قلوب المصريين».
وقال الدكتور محمود غانم، ولى أمر طالب فى الثانوية العامة، إن تلك المبادرات تعكس «جدعنة» المصريين، مضيفًا: «الناس فتحت بيوتها لاستقبال وخدمة الطلاب، مع تقديم مشروب مجانى، فى دعم مجتمعى يعزز إحساس الوطنية».
وفى مدينة زفتى، وجهت تسبيح حسام، طالبة فى الثانوية، الشكر لكل من تجاوب مع الطلبة وحاول التخفيف عنهم، معتبرة أن هذه المبادرات تؤكد الاهتمام بمستقبل الشباب وبتحقيق العدالة التعليمية للجميع، وتعكس قوة الروابط الاجتماعية والتكاتف بين أفراد المجتمع.
وأعلنت المقاهى ومراكز الدروس وقاعات الأفراح فى طنطا عن فتح أبوابها لاستقبال الطلاب. وانضم إلى المبادرة حتى مراكز التجميل، بجانب نادى زفتى الرياضى، وهو ما استقبله الطلاب وأولياء الأمور بفرح شديد، معربين عن امتنانهم لفتح هذه الأماكن خلال فترة انقطاع التيار الكهربائى.
وفى بورسعيد، قال خالد عبدالرحمن، طالب فى الثانوية العامة، إنه ذهب لكنيسة «أبوسيفين» بحى الزهور، التى فتحت أبوابها أمام جميع الطلاب، مضيفًا: «اعتقدت أن المبادرة للطلاب الأقباط، قبل أن يتضح أن الجميع مرحب به. فوجئنا بدعوتنا دون تفرقة ووجدنا القاعات جاهزة، وقدموا لنا وجبات خفيفة ومياهًا باردة».
وقال الطالب كريم محسن إن الكنيسة وفرت للطلاب الهدوء، وتتيح لهم الذهاب للدروس أو المنزل والعودة فى أى وقت، مشيرًا إلى أن كاهن الكنيسة دائم الاطمئنان عليهم، وحريص على رفع معنوياتهم.