رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس شمشون الكاهن الطبيب

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديس شمشون الكاهن الطبيب، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إنه من إحدى عائلات النُّبلاء في رومية ونسيب سلالة القدّيس قسطنطين الكبير. درس علوم زمانه، لا سيّما الطّبّ. رأفته هي الّتي دفعته في هذا الإتّجاه. 

مشهد الألم والبؤس كانت تهتزّ له نفسه. اعتاد أن يستقبل المرضى والمُحتاجين في دارته ويوفّر لهم، بمحبّة كبيرة، ما يلزمهم، إضافةً إلى الصّلاة والإيمان. إثر وفاة والديه، وزّع ثروته الهائلة وصار حُرًّا من كلّ تعلّق بالأرضيّات. رغب في تجنّب تقدير النّاس له فغادر إلى القسطنطينيّة. أقام في منزلٍ فقيرٍ انكبّ فيه على الصّلاة والسّكون، مُتابعًا عمل الإحسان وجمع المرضى والعناية بهم. اهتمّ، بخاصّة، بالمرضى غير القابلين للشّفاء أو ممّن يعانون أسواء يمجّ سواه من الأطباء معالجتهم: البُرص والمخلّعين والعميان والممسوسين، حتّى ذاع صيته في كلّ المدينة وأضحى بيتهُ ملجأ لليائسين.

بعد قليل من سيامته كاهنًا، في سنّ الثّلاثين، بيد البطريرك القدّيس ميناس، شفى من مرض خطير، الإمبراطور يوستينيانوس. هذا كان قد عجز الأطبّاء عن مُعالجته، لكنّه أُخطر في الحلم أن يستدعي القدّيس إلى قصره. كان كافيًا لشمشون أن يضع يده على موضع الألم ليشفي الإمبراطور للحال. وإذ رغب قدّيس الله في الهرب من المديح جعل على المريض قليلًا من المرهم حتّى لا تُنسَب الأعجوبة إلى فضيلته. لم يدرِ الإمبراطور كيف يكافئ رجل الله فأراد إغراقه بالذّهب فأجابه: "أتريد أن تقدّم لي ما سبق أن هجرته حبًّا بالمسيح؟" ثمّ اقترح عليه أن يستعمل المال لتشييد مستشفى بقرب الكوخ الّذي أقام فيه ليتسنّى له أن يقتبل، بلياقة، المرضى والمساكين. 

اهتمّ الإمبراطور بالأمر وكلّف عمّاله الّذين كانوا قد أنجزوا بناء كنيسة الحكمة المقدّسة بتشييد مبنى فسيح فخم شمالي الكنيسة الكبرى قليلًا. عُرف المكان بـ"مأوى شمشون". أدار القدّيس المؤسّسة بتجرّد لا نظير له جاعلًا نفسه في خدمة إخوته المتألّمين نظير الملاك لدى الرَّبّ الإله. هذه المؤسّسة المثاليّة ضمّت العديد من الأطبّاء المختصّين وكان الرّهبان يقومون بالخدمة فيها. وقد خصّها الإمبراطور بمداخيل وافرة لا لسدّ حاجاتها الاستشفائيّة وحسب بل لتوزيع الطّعام واللّباس على الغرباء والمحتاجين بسخاء أيضًا.