رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تخلى هيكل عن وعده برعاية الجمعية التاريخية؟

الكاتب والمؤرخ الكبير
الكاتب والمؤرخ الكبير رؤوف عباس

يعد الكاتب والمؤرخ الكبير رؤوف عباس، أحد أبرز المؤرِّخين المصريين في العصر الحديث، وهو صاحب مدرسة في التاريخ الاجتماعي، تخرَّج فيها العديد من الباحثين الذين تميَّزوا في هذا المجال وساهَموا في نشره في اليابان وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. ر تعرف على التفاصيل الكاملة  عن تخلى  الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل من وعده  برعاية الجمعية التاريخية كما ذكرها رؤوف عباس في التقرير التالي:

 روى المؤرخ الكبير رؤوف عباس عبر كتابه "مشيناها خطى" تفاصيل تخلي محمد حسنين هيكل عن وعده برعاية الجمعية التاريخية قال: “بعد افتتاح المقر الجديد بشهر واحد تقريبا: رتب الكاتب الصحفي أحمد الجمال وعضو الجمعية، لقاء لأربعة من اعضاء مجلس الإدارة مع محمد حسنين هيكل بناء على طلبه”.

تابع: “تم اللقاء بمكتبه الخاص على شارع النيل، وحضر مع صاحبنا عاصم الدسوقي، وجمال زكريا، ومحمد صابر عرب، وأيمن أحمد سيد. وفي هذا اللقاء أبدى الأستاذ اهتمامه برسالة الجمعية وقال إن الشيخ سلطان القاسمي يشكر على مكرمته”.

استطرد: “ولكن رعاية الجمعية ماديا يجب أن تكون من واجب المصريين، وبعد أن اطلع على تصور مجلس إدارة الجمعية الذي كان يتجه إلى تكوين وديعة في حدود المليون جنيه يتم تجميعها من تبرعات أثرياء المصريين، قال إن هذا التصور لا يضع في اعتباره التضخم، والوديعة يجب أن تصل إلى خمسة ملايين على الأقل، ولما كان الحصول على مليون أو أكثر من التبرعات من الصعوبة بمكان نظرًا للركود الاقتصادي الذي تعانيه البلاد”.

هيكل وحل الرعاة المصريين

أشار عباس إلى أن الأستاذ رأى أن تكون هناك مجموعة من الرعاة المصريين في حدود العشرة أفراد، يتبرع كل منهم للجمعية بمبلغ عشرين ألفًا من الجنيهات سنويا، ولمدة خمس سنوات حتى تُعطي الجمعية دفعة قوية لخدمة تاريخ مصر، ووعد بأن يتولى بنفسه مجموعة من الرعاة، وأن يكون أول المتبرعين.

واستطرد: “سعد القوم باقتراح الأستاذ وشكروه بحرارة وطلبوا منه أن يلقي محاضرة في الموسم الثقافي القادم (أكتوبر) ۲۰۰۲ م - مايو (۲۰۰۳) في موضوع يختاره، فأبدى موافقته من حيث المبدأ، محذرًا من أن ذلك قد يجر المتاعب على الجمعية. فطمأنوه إلى أن الجمعية هيئة علمية أهلية مستقلة، وهي حريصة تماما على استقلال قرارها وإدارتها، وعندما فتح الأستاذ موضوع الوثائق التاريخية التي يحتفظ بنسخ منها، ويريد إيداعها”.

 وقال رؤوف عباس: “إن هيكل اتصل به وسأله عن علاقة عبد العظيم رمضان بالجمعية، وكان إجابة عباس بأن رمضان قد أسقطت عضويته لانقطاعه عن سداد اشتراكات العضوية، وذلك منذ رسب مرتين في انتخابات مجلس الإدارة، وأنه لا هم له إلا الهجوم على الجمعية، فقال هيكل (يعني مش سايب حد) انتهت المكالمة بين عباس وهيكل”.

تابع عباس: أخد يحاول الاتصال بمكتب هيكل على فترات متباعدة فكانت الرددود دائما بأن الأستاذ غير موجود، أو نبه بان لايزعجه أحد، وفي كل مرة كان عباس سيترك اسمه ورقم تليفونه، إلا أنه تأكد أن هيكل لم يكن جادا فيما وعد به من رعاية، ولكن لم ينتهى الأمر بعد وكان للشيخ سلطان بن محمد القاسمي الدور الأكبر والأهم والأبرز في تلبية نداء مجلس إدارة الجمعية وتشييده لمبنى المقر الجديد لها بمدينة نصر الذي أقيم بتكلفة قدرها 3 و5 ملايين جنيه مصري".