رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وحدة الوطن وبناء الجمهورية الجديدة: احتفال استعلامات الإسكندرية وجامعة الإسكندرية بذكرى 30 يونيو

احتفال استعلامات
احتفال استعلامات الإسكندرية وجامعة الإسكندرية بذكرى 30 يونيو

استضافت جامعة الإسكندرية احتفالية اليوم الأربعاء، بعنوان "وحدة الوطن وبناء الجمهورية الجديدة" تزامنًا مع الذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو.

وجاءت الاحتفالية تحت رعاية الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وبحضور ورعاية الدكتور عبدالعزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، وذلك تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى، رئيس قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، وبحضور الدكتورة أم العز السنيني، مدير عام إعلام الإسكندرية ومطروح، والدكتور سعيد علام، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور هشام سعيد، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور إبراهيم الجمل، رئيس لجنة الفتوى ومدير عام الدعوة والإعلام الديني بالأزهر الشريف، والدكتور هشام سعودي، نقيب المهندسين بالإسكندرية، والدكتور عربي أبوزيد، مدير التربية والتعليم بالإسكندرية، والكاتب الصحفي الدكتور معتز الشناوي، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، والنائب إيهاب زكريا، المنسق العام للتحالف الوطني بمحافظة الإسكندرية، والدكتورة ماجدة الشاذلي، مقررة المجلس القومي للمرأة، واللواء هشام لطفي، رئيس هيئة تنشيط السياحة، ولفيف من مديري مراكز الإعلام وعمداء ووكلاء كليات ومعاهد جامعة الإسكندرية والطلاب. وقد قدم الاحتفالية الأستاذ أحمد خيري، رئيس قطاع الأخبار بإذاعة الإسكندرية.

وفي كلمته، قال الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، إن 30 يونيو هي الحق في المواطنة بمعنى أننا جميعًا مصريون، لنا كل الحقوق وعلينا كل الواجبات. ولكن قبل ثورة يونيو المجيدة، كان هناك مواطن بشرطة، ومواطن آخر عادي، والذين أرادوا التميز كانوا ينتمون إلى الجماعة الإرهابية ويطبقون أيدولوجياتهم ويتبعونهم. واليوم، لو نظرنا إلى الدول المحيطة بنا لأدركنا المصير الذي كانوا يخططون له لوطننا الحبيب، مستعرضًا الأزمات والمشكلات التي تشهدها مصر، ومنها غلاء الأسعار وقطع التيار الكهربائي لمدة ثلاث ساعات، مؤكدًا أن الأزمات ستنتهي وسيبقى الوطن، لأننا نملك إرادة بناء الوطن.

ووجه حديثه إلى طلاب الجامعة قائلاً: "نظرية الفوضى الخلاقة كلمة خادعة، لأنها تحمل معنى مدنيًا لكنها فوضى خلاقة سلبًا"، مستشهدًا بما حدث في دولة العراق وقضية أسلحة الدمار الشامل بعد غزو الكويت، متسائلًا: "هل قامت العراق؟ هل عادت كما كانت؟" ونظرية الربيع العربي كانت مخططًا يقف خلفه مدربون ومخططون من أجل ما وصلنا إليه في يناير 2011. وكانت نظرية المؤامرة بل كانت مؤامرة بالفعل. أنا لا أنتقد الشخص الذي يرى الأزمة، بل أنتقد المواطن الذي يحرض ويحرك الجموع ضد الوطن. نحن نبني دولة وجيش مصر هو الجيش الوحيد في المنطقة. ووصف الجماعة الإرهابية بأنها جماعة لا تعمل إلا في السر وتحت الأرض، مؤكدًا أنهم لا زالوا يعملون من أجل إسقاط الوطن. لكن يجب أن نكون على وعي ودراية بما يخططون، ونواجه ما يصنعون من أجل بلدنا، مطالبًا بتوثيق جميع الأحداث التي وقعت بعد ثورة يونيو المجيدة لأنها تحتوي على أدلة دامغة على إرهاب تلك الفئة الذين استخدموا الدين من أجل تحقيق أغراضهم.

واختتم حديثه: "يا شباب الوطن، لا تستمعوا للكلام المضلل. حددوا الأزمة واعملوا عليها بشكل إيجابي. أنتم الحاضر وكل المستقبل، ومصر بكم قوية. ومهما سافرتم، يجب أن تكونوا سفراء لبلدكم. بعد أن زرت أغلب مدن العالم، أشهد الله أن هذه البلد هي أحلى بلد في العالم".

وأكدت الدكتورة أم العز السنيني أن ثورة 30 يونيو جاءت لاستعادة الهوية للشعب المصري، وتأكيد وحدة الوطن دون تمييز لأحد، وعكست الولاء والانتماء لكل المصريين بعد أن عاشت مصر خطر التمزق والإرهاب، ولفتت إلى أنه لا بد من تحويل الولاء والانتماء لدى الأبناء والطلاب من مجرد شعارات إلى واقع حقيقي وعملي نلمسه دومًا حينما يتعلق الأمر بأمن واستقرار الدولة المصرية، مؤكدة على دور قطاع الإعلام الداخلي بالإسكندرية في تعزيز قيم الولاء للوطن، حيث أشارت إلى أن الهيئة تعمل دائمًا على ترسيخ قيم الولاء والانتماء لدى المواطنين من خلال ورش العمل والندوات واللقاءات التي تعقدها بشكل دوري.

فيما تحدث الدكتور إبراهيم الجمل عن وحدة الأوطان وأهميتها في بناء الجمهورية الجديدة، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على وحدة وقوة وبناء الدولة المصرية، لا سيما في الوقت الراهن الذي يحتاج إلى تكاتف الجميع ومزيد من التفاؤل والأمل والصبر والاصطفاف. ولفت إلى أن أهم ركائز قوة الأوطان هو العمل على بناء الوحدة والتعاون وبناء جسور الثقة بين جميع أطياف المجتمع والحفاظ على إقامة العدل والشورى والاعتراف بالخطأ، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة من خلال المشاركة الإيجابية الفعالة. كما أكد أنه لا بد أن نتجنب الفوضى الخلاقة التي أسقطت الخلافة الراشدة وأدت إلى التشرذم، والكف عن التشكيك وسوء الظن والبعد عن سبل وآليات الفرقة والنزاع التي تؤدي إلى الفشل والهزيمة النفسية.

واستهل الكاتب الصحفي الدكتور معتز الشناوي حديثه بالوقوف دقيقة حداد على شهدائنا الأبرار الذين ضحوا من أجل أن يبقى الوطن، مؤكدًا أن أيام ما قبل ثورة 30 يونيو كانت أيامًا شديدة الوطأة، عايشنا فيها الفوضى والتطرف والإرهاب، ومؤكدًا أن الإنسان ركيزة أساسية، فإما أن يساوي تقدمًا أو تقهقرًا، وإما أن يساوي بناءً أو فناءً. نحن نعيش على أرض مباركة فيها خير أجناد الأرض، وأهلها في رباط إلى قيام الساعة، تزوج منها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعاش فيها سيدنا موسى، وعاش على أرضها أهل بيت رسول الله.

مستعرضًا تحديات الأمن القومي، ومن أبرزها محاولات أعداء هذا الوطن تقويض عقل الإنسان والعمل على استغلاله وتضليله من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبث محاولات تشتيت الشباب عن بلدهم. واستعرض ما يحاك في الدول المجاورة التي تشهد حروبًا من حولنا، ومصر ما زالت بلدًا قويًا ثابتًا رغم كل المحاولات.

ثم اختتم حديثه بوصية مؤثرة لشهيد قدم حياته فداءً لهذا الوطن، وهو الشهيد الرائد أحمد بهجت - أحد شهداء مكافحة الإرهاب - الذي كتب قبل وفاته بيومين: 

‘‘إلى أمي، كم كانت هينة يا أمي، لم أحس بها.. لم أتألم.. لو تعلم أن قلبك سيحترق ما خدشتني.. كانت غدارة يا أمي.. لم أذق طعم السعادة في العمل إلا على هذه الأرض.. ولا أعلم لماذا؟

إلى زوجتي، أسف لأنني لم أكمل العمر معك.. منتظرك في الجنة.. ولا تنسي أن تحكي لابنتنا عني.. فلا تنسوني فأنا أذكركم وأسمعكم.

إلى ابنتي، افتخري بوالدك، فإنني أقسمت على الحفاظ على هذه الأرض وهناك من بعدي يكمل المسيرة. لا تنسي ملامحي فأنا أراك تكبرين أمام عيني، وكوني سندًا لوالدتك.. فاجلسي معها لتتذكري ملامحي وترى في وجهك صورتي.. وتحكي لك عني ولو ضحكة.

وللمصريين، ليشهد الله أنني ما تخاذلت في تأدية واجبي.. لا تتخاذلوا في الدفاع عن وطنكم، فهناك من لا يتخاذل عن خراب الأوطان’’.

فيما أكد الدكتور هشام سعودي أن يوم 30 يونيو يعد يومًا فارقًا ليس في الدولة المصرية فحسب، بل في العالم أجمع، لما لمصر من أهمية كبرى بين كافة الأمم، مؤكدًا أن ثورة 30 يونيو أوقفت الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط.

وعن رؤية التربية والتعليم في الجمهورية الجديدة، قال  الدكتور عربي أبوزيد إن ثورة 30 يونيو أعادت لمصر قوتها وريادتها بعد أن عاشت مصر أيامًا عصيبة، وأشار إلى أن القيادة السياسية في مصر تولي اهتمامًا خاصًا بالتعليم، فما تم بناؤه من مدارس وفصول يعادل ثلث ما تم بناؤه منذ إنشاء المدارس في مصر، فضلًا عن زيادة ميزانية التعليم بمرحلتيه لتصل إلى 850 مليار جنيه، لافتًا إلى أن هذا يعكس اهتمام القيادة السياسية بأهمية التعليم وتخريج أجيال واعية. وفي نهاية كلمته، دعا أبوزيد الطلاب إلى ضرورة ألا يتسرب إليهم الإحباط من خلال استغلال البعض لبعض الأزمات لتسريب اليأس للمصريين.

فيما تناول النائب إيهاب زكريا جهود التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في تحقيق أهداف الجمهورية الجديدة، وأشار إلى أنه يشعر بالفخر للاحتفال بذكرى 30 يونيو في رحاب جامعة الإسكندرية التي لعبت دورًا كبيرًا في ثورة 30 يونيو، لأن الجامعات هي المنبر الوحيد الذي يدافع عن حق كل فرد في التنمية. وأضاف أن الموارد البشرية هي القوة الحقيقية للدولة المصرية ولديها طاقة قوية نابعة من تميز وجودة التعليم في مصر.

تخلل الاحتفال عرض فيلم تسجيلي عن مشروع الهيئة العامة للاستعلامات لإعادة إحياء الجريدة السينمائية، وفي الختام تم تقديم أغانٍ وطنية لكورال جامعة الإسكندرية.