الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى الشهيدة فبرونيا
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى الشهيدة فبرونيا التي استشهدت في نصّيبين، ما بين النهرين، في بدء القرن الرابع.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: نرى في إنجيل اليوم أيها الأخوة أن سيّد الحقل قد زرع قمحًا في أرض طيّبة، وجاء عدّوه وزرع بين القمح زؤانًا. هذا يعني أن الله خلق الإنسان طيّبًا وكاملاً، لكن العدوّ جاء وزرع الخطيئة. هذه هي سقطة آدم، سقطة رهيبة أوجدت مدخلاً للخطيئة في قلب الإنسان.
يجب قلع الزؤان، أليس هذا ما تقولونه؟ يجيب الرب: "لا. مَخافةَ أَن تَقلَعوا ٱلقَمحَ وَأَنتُم تَجمَعونَ ٱلزُّؤان... فَدَعوهُما يَنبُتانِ مَعًا إِلى يَومِ ٱلحَصاد". هكذا يجب على قلب الإنسان أن يبقى حتى النهاية، مزيجًا من الخير والشر، من الرذيلة والفضيلة، من النور والظلمة، من الزرع الطيّب والزؤان. لم يرد الله أن يقضيَ على هذا المزيج، فيجعل منّا طبيعة ليس فيها سوى الزرع الطيّب. يريدنا أن نناضل وأن نعمل لمنع الزؤان من اكتساح كلّ شيء. يأتي الشرير ليزرع التجارب في طريقنا، لكن بالنعمة يمكننا أن نغلبه، يمكننا أن نخنق الزؤان.
هناك ثلاثة أمور ضروريّة لمحاربة التجارب: الصلاة لتنيرنا، الأسرار لتقوّينا والاحتراس ليحمينا. طوبى للنفوس التي تُجَرَّب! فإبليس يصبح أكثر شراسة عندما يتوقّع سَعي نَفسٍ للاتحاد بالله.