بعد قصف مكتب الصليب الأحمر.. الاحتلال الإسرائيلى يستهدف منظمات الإغاثة فى غزة
منذ بداية حرب السابع من أكتوبر الماضي، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، وتستهدف الأولى منظمات الإغاثية الدولية التي تساعد بشكل أو بآخر في حماية المدنيين والجرحى من الطيران الإسرائيلي.
وشهدت الفترة الأخيرة استهداف واضح من قبل الطيران الإسرائيلي، لمقرات المنظمات الإغاثية باختلافها، كانت البداية مع مدارس الأونروا التي تمثل مراكز إيواء للنازحين وصولًا إلى مقرات الصليب الأحمر.
استهداف الصليب الأحمر
واتساقًا مع ذلك، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي محيط مكتب الصليب الأحمر في رفح جنوبي قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 22 فلسطينيًا وإصابة 45 آخرين، مدينة الحوادث التي تعرض حياة العاملين في المجال الإنساني والمدنيين للخطر.
وقالت لجنة الصليب الأحمر إن مقذوفات من العيار الثقيل سقطت على بعد أمتار قليلة من مكتبها برفح، مؤكدة أن الضربة ألحقت أضرارًا مادية بالمكتب المحاط بمئات النازحين الذين يعيشون في الخيام.
وأضاف البيان: «الواقعة تسببت في تدفق أعداد كبيرة من الضحايا إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني، وهذه الحادثة الأمنية الخطيرة هي واحدة من حوادث عدة وقعت في الأيام الأخيرة، إذ أن إطلاق النار على منشآت إنسانية يعلم أطراف النزاع بمواقعها وتحمل شارة الصليب الأحمر بوضوح، يعرض حياة المدنيين للخطر».
ولم تكن المرة الأولى التي يستهدف فيها طيران الاحتلال منظمات الإغاثة الدولية في غزة. فما هو ذلك النهج ولماذا تتبعه قوات الاحتلال؟
هاني جودة: «الأونروا تضررت من القصف الإسرائيلي»
هاني جودة، رئيس شبكة مناصري لاجئي فلسطين، يوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقرات المنظمات الإغاثية بوضوح، رغم أنها معروفة ولديها شارة واضحة وهو أمر يعرض الموظفين بها للخطر وهم ليسوا طرف في النزاع.
يشير لـ«الدستور» إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سبق واستهدف مدارس الأونروا التي تعج بالنازحين وهم مدنيين، وهي المراكز التي تأوي أغلب سكان قطاع غزة الآن بعد نزوح أكثر من مليون فلسطيني بعد حرب السابع من أكتوبر الماضي.
في يونيو الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن مليونًا و900 ألف من سكان قطاع غزة نزحوا من منازلهم منذ 7 أكتوبر الماضي، وأن جميع سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
ليس ذلك فحسب ولكن عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى محاولة إبعاد الأونروا من طريق المساعدات، وفق هاني جودة، من أجل ممارسة سياسة التجويع على الشعب الفلسطيني، رغم الخدمات التي تقدمها المنظمة الإغاثية للنازحين في غزة.
استهداف موظفي الصليب الأحمر
في فبراير الماضي كان هناك استهداف لموظفي الصليب الأحمر على يد الاحتلال الإسرائيلي، إذ استشهد ثلاثة أعضاء من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، أثناء عمليات قصف متفرقة في خان يونس بقطاع غزة كانت تستهدف المستشفيات والجرحى بها.
يعلق جودة على ذلك بقوله: «ليست المرة الأولى التي يتم فيها استشهاد موظفي المنظمات الإغاثية، فمنذ بداية الحرب وسقط شهداء كثيرون من منظمة الأونروا استهدفت الاحتلال أثناء تأدية عملهم في القطاع».
يختتم: «ما تفعله إسرائيل في الوقت الحالي هو استهداف مجرم للمدنيين بالقصف الوحشي، وفي نفس الوقت تمارس عليهم سياسة التجويع عبر منع دخول المساعدات واستهداف مسؤولي توزيع تلك المساعدات مما يصيب الفلسطينيين بالعجز الشديد إزاء تلك التصرفات الوحشية غير القانونية».
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، وتشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة وتفرض حصارًا مشددًا؛ وأعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع حصيلة شهداء فلسطين جراء الحرب إلى 37 ألفًا و551 شهيدًا و85 ألفًا و911 مصابًا.