رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع الاحتفال به.. الأب بطرس جنحو يروي تفاصيل حدث حلول الروح القدس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المصرية اليوم بعيد حلول الروح القدس، وختام فترة الخماسين المُقدسة، وهو ما يُعرف باسم عيد العنصرة.

وقال الأب بطرس جنحو، راعي الكنيسة الكاثوليكية بالأردن، في تصريح له على خلفية الاحتفالات إن الكنيسة اخذت هذا العيد من كتب العهد القديم. لأنه مثلما يحتفل اليهود بعيد العنصرة، وتكريمًا للرقم سبعة، ولأنهم تلقوا الناموس بعد خمسين يومًا (عبور البحر الأحمر)، اما كلمة "عنصرة" التي استعملها المسيحيون فمشتقّة من "عَصْرَتْ" العبرية، وتعني المحفل أو الاجتماع الذي كان يجري في عيد المظال. كذلك فإننا، بعد الفصح، بعد الاحتفال بخمسين يومًا، نقبل الروح القدس، الذي يقود إلى كل الحق.

وأضاف: لقد وافى يوم العنصرة. خمسون يومًا تقودنا إلى مجيء الروح القدس. الرسل لم يفهموا، ونحن، أيضًا، لا نفهم، إلى حدِّ أن السيّد قال:"خيرٌ لكم أن أنطلق. إن ذهبتُ اُرسِل لكم مُعزِّيًا آخر ليَمكُثَ معكم إلى الأبد. ومتى جاء هو، روح الحقّ، يرشدكم إلى الحقيقة كلّها". 

وتابع: بالروح القدس، الذي حلّ يومَ الخمسين، أُلغيت الشريعة اليهوديّة التي كان الاحتفال بها في اليوم نفسه. في هذا اليوم تأسّست الكنيسة بواسطة الروح الذي حلّ على التلاميذ، تحقيقًا لِما كان يسوع قد وعدهم به قبل صعوده الإلهيّ: "ستنالون قوّة بحلول الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي جميع اليهوديّة"

وأردف: العنصرة تعني التجمع والوحدة، وكان شعب العهد القديم يحتفل في هذا العيد خمسين يوم بعد عيد الفصح اليهودي وكان يسمى عيد الاسابيع او عيد الخمسين (البندوكستي) كلمة يونانية تعني خمسين يوما،اي ذكرى استلام  موسى الوصايا في جبل سيناء بعد خمسين يومًا من الفص. وكانوا يحيون فيه تذكار عمود النار الذي قادهم في البرية، وتذكار الماء الذي خرج من الصخرة على يد موسى بسكب الماء.

وأكمل: عشرة أيام كاملة هي مابين الصعود والعنصرة لم يبرح التلاميذ أورشليم تنفيذًا لوصية ربنا يسوع المسيح حينما قال لهم: "وها أنا أرسل لكم ما وعد به أبي فاقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي" وفي يوم العنصرة كان التلاميذ مجتمعين حين حلَّ عليهم الروح القدس بهيئة ألسنة ناريّة، واستقرّ في جماعة المؤمنين جاعلًا منهم جسد المسيح: الكنيسة. ففي كلّ مرّة نأتي فيها إلى الكنيسة ونتناول جسد المسيح ودمه، باتّضاعٍ وتوبة، نحيا عنصرة دائمة يحلّ بها الروح القدس علينا بحلوله على القرابين المقدّمة والمقدّسة.

واختتم: "ألسنة ناريّة منقسمة، استقرَّت على كلِّ واحدٍ منهم" إنَّها مُلتهبَة وصادِرَة عن نارٍ واحدة. الروح القدس نارٌ آكلة ومحبَّةٌ لاذِعَة مُحْرِقَة، هذا الروح يجعل الحوار بين الناس مُمكِنًا كونه روح الله، وهو في الوقت عينه لغةً واحدة للجميع. فيه تُصان وحدةُ المواهب وتنوّعها.