رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرادف «تتلظى» و«قوامين» وجمع «حليب».. هل معرفة الإجابة مهمة حقًا لطلاب الثانوية العامة؟

طلاب
طلاب

أثارت كلمة “تتلظى” و"قوامين" التى وردت فى أسئلة امتحان اللغة العربية  بالثانوية العامة، أمس السبت، جدلال كبيرا بين أوساط الطلاب وأولياء الأمور وتصدرت محركات البحث منذ الأمس، خاصة مع صعوبة فهم الكلمة واختلاف خبراء التعليم والتربية حول مرادف الكلمة.

من جهته، قال تامر شوقي، الخبير التربوي، إنه لا شك أن امتحانات الثانوية العامة، هى امتحانات قومية يتقدم إليها أكثر من ٧٠٠ الف طالب سنويا في مختلف أنحاء مصر ومن المستحيل اتفاق جميع الطلاب على صعوبة أسئلة معينة لعدة أسباب منها أن الطالب نفسه قد يكون ذا مستوى تحصيلى ضعيف لا يمكنه من الإجابة على الأسئلة التى قد تقيس مستويات تحصيلية أعلى، وقد يكون الطالب أجاب على السؤال المحير بشكل صحيح ولكنه مع ذلك يتشكك في إجابته.

وشدد الخبير التربوي، على أن بعض المعلمين الخصوصين يوحون للطلاب بوجود أسئلة تعجيزية في الامتحان لا لسبب إلا لأنهم لم يتوقعوا أن تأتى مثل تلك الاسئلة في الامتحان بالتالى يعزون قصورهم إلى صعوبة الاسئلة بدلا من قلة كفاءتهم.

وأضاف شوقي أنه لا بد أن تقيس بعض أسئلة أى امتحان نواتج تعلم عليا حتى يمكنها التمييز بين الطالب المتميز والطالب المتوسط والطالب الضعيف، وتابع كون هذه الأسئلة محيرة أو مربكة أو مشتتة لا يعيبها اطلاقا بل هى من أفضل أنواع الاسئلة لأنها محيرة أو مشتتة فقط للطالب الضعيف وليس الطالب المتميز وبالتالى تحقق مثل تلك الاسئلة احد اهم وظائف الامتحان وهو التمييز بين مستويات الطلاب المختلفة.

وأكد الخبير التربوي، أنه من ناحية أخرى يعتمد النظام الجديد في أسئلة الثانوية العامة على وضع بعض الاسئلة غير المتضمنة بشكل مباشر في المنهج الدراسي حتى نتجنب إشكالية حل جميع الطلاب لها بشكل صحيح وبالتالي تشجع الطلاب على الحفظ الصم، ولا  تميز بين مستويات الطلاب.

 العربية تتميز بالثراء اللغوى الكبير

وأشار إلى أن اللغة العربية بشكل خاص تتميز بالثراء اللغوى الكبير مما يمكن واضع الامتحان من وضع أسئلة مرتفعة المستوى حتى يكون الطالب الحاصل على الدرجة النهائية في الامتحان هو طالب متمكن بالفعل من مهارات اللغة العربية.

واختتم أنه لا بد أن يعى الطالب أن وجود بدائل يختار منها ينفي عن الأسئلة صفة التعجيزية لأن الطالب قد يختار بالصدفة بديلًا ما ويصبح صحيحًا، ولا بد من الانتظار لنتائج تصحيح أسئلة الاختبار حتى يمكن الحكم بشكل علمى على مسنوى صعوبة كل سؤال وقد يكون سؤال ما اشتكى منه الطلاب هو أكثر سؤال أجابوا عليه بشكل صحيح وقد يحدث العكس  قي في سؤال لم يشتك منه الطلاب.

وكشف الخبير التربوي، الدكتور عاصم حجازي، أن هناك العديد من المسلمات التي يجب الاستناد إليها عند تحليل امتحان أي مادة ومن هذه المسلمات، أن الامتحان الذي يجمع الطلاب على سهولته لا يعتبر امتحانًا صحيحًا من الناحية العلمية ولكن الامتحان الحقيقي هو الذي تتفاوت فيه مستويات سهولة وصعوبة الأسئلة وفقا لقدرات الطلاب.

وأضاف الخبير التربوي أن جانب معاملات السهولة والصعوبة التي ينبغي حسابها لكل سؤال من أسئلة الامتحان هناك معامل التمييز أيضا وهو قدرة السؤال على التمييز بين المستويات المختلفة من الطلاب وإذا استطاع جميع الطلاب الإجابة على سؤال ما يجب حذفه وإذا لم يستطع جميع الطلاب الإجابة على سؤال ما يجب حذفه أيضا.

وشدد على أنه لا عبرة باستصعاب بعض أولياء الأمور وبعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الأسئلة أو استغرابها لأنهم لم يدرسوا المنهج الذي جاء منه الامتحان ولا يعرفون محتواه وإنما الذي درسه هو الطالب وحده.

وأكد، أنه لا يتم الاحتكام إلى استطلاعات الرأي في الحكم على جودة الامتحان ومدى دقة الأسئلة وإنما يتم الاحتكام إلى تحليل النتائج إحصائيا كمعيار وحيد للحكم على الاختبار لأن استطلاع رأي الطلاب وأولياء الأمور يشوبه الكثير من أخطاء التحيز أو إلقاء اللوم على واضع الامتحان هروبا من تحمل مسؤولية التقصير في المذاكرة وغيرها من العوامل.

مضيفا أنه يجب أن يحتوى الامتحان على أسئلة لا نقول محيرة وإنما تحتاج إلى تفكير وإعمال للعقل ولكن بعد التفكير يجب أن يصل الطالب المجتهد إلى الإجابة الصحيحة وإذا لم تتضمن الامتحانات هذا النوع من الأسئلة فإنها سوف تعمل قياس المستويات المعرفية العليا كالتحليل والتركيب والتقويم وسوف يكون تركيز الامتحانات على قياس التذكر وأحيانا الفهم وفقط.

اختلاف المعلمين في تفسير معنى كلمة لا يعني خطأ السؤال

وشدد على أن بعض المطالبات غير منطقية وتضر النظام التعليمي ومصداقية التقويم كالمطالبة بوقت إضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي للامتحان لنقل الإجابات من البوكليت إلى البابل شيت، حيث إن هذا هو خطأ الطالب ويجب أن ينتبه إلى عدم تكراره وضرورة أن يبدأ الحل في البابل شيت مباشرة حتى لا يضيع الوقت على نفسه ، لافتا الى أن الاختلاف بين معلمي الدروس الخصوصية في تفسير معنى كلمة من الكلمات لا يعني وجود خطأ في السؤال بالضرورة وإنما هو إشارة إلى ضعف مستوى كثير من المشتغلين بالدروس الخصوصية وهي نقطة مهمة يجب أن ينتبه إليها أولياء الأمور والطلاب.

كما لا ينبغي لوزارة التعليم أن تعمد إلى تبسيط الأسئلة والتخلي عن رغبتها في الوصول بالطلاب إلى مستويات معرفية عليا استجابة لمطالبات البعض وشكواهم من اختلاف معلمي الدروس الخصوصية حول الإجابة الصحيحة وإنما يجب فقط التأكد من أن السؤال جاء من المقرر الذي درسه الطالب سواء بالنص أو بالتطبيق على نصوص مشابهة باستخدام القاعدة التي درسها الطالب.