استقالات ومظاهرات أهالى الأسرى ومواجهة نتنياهو مع حلفائه.. هل ينقلب السحر على الساحر؟
لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتلقى العديد من الصفعات السياسية واحدة تلو الأخرى، من استقالات، وتظاهر للمطالبة برحيله، وكان آخرها الهجوم الذي تعرض له عقب قراره بحل مجلس الحرب واستبداله بالمطبخ الصغير، لإدارة الأزمة الراهنة في عودة أهالي الأسري المحتجزين في أيدي حركة حماس منذ 7 أكتوبر الماضي.
تشكيل مجلس الحرب
ففي 11 أكتوبرالماضي، أعلنت إسرائيل عن تشكيل مجلس الحرب بعد انضمام حزب "الوحدة الوطنية" برئاسة بيني غانتس إليه، وضم المجلس في عضويته نتنياهو وغانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت، بالإضافة إلى مراقبين، هم وزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر، والوزير السابق بلا حقيبة غادي آيزنكوت، وزعيم حزب "شاس" آرييه درعي.
وفي 9 يونيو الجاري، استقال غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب، واتهما نتنياهو بتقديم مصالحه الشخصية على مصالح إسرائيل، مع دعوة إلى انتخابات مبكرة.
مظاهرات أهالى الأسرى تجتاح شوارع تل أبيب
ووفقًا للقاهرة الإخبارية، فقد قام آلاف الإسرائيليين بالتظاهر بالقرب مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والكنيست، مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة، وآخذين على رئيس الوزراء إدارته الحرب في غزة وفشله في إعادة عشرات الأسرى الذين لا تزال حركة حماس تحتجزهم في القطاع الذي شهد هدوءا نسبيا.
استقالات زعيمى الوسط غانتس وآيزنكوت
أعلن عضوا مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، عن استقالتهما من حكومة الطوارئ الإسرائيلية.
ودعا غانتس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن.
وقال غانتس: "نترك حكومة الطوارئ اليوم بقلب مثقل، وقرار الخروج من الحكومة، معقد ومؤلم".
وأضاف: "نتنياهو يحول دون تحقيق نصر حقيقي.. الاعتبارات السياسية في حكومة نتنياهو تعرقل القرارات الاستراتيجية في حرب غزة"، ودعا قادة الأحزاب إلى "الوقوف بجانبي من أجل إجراء انتخابات لتشكيل حكومة وحدة وطنية صهيونية قومية".
خلافاته مع حليفه الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية
ومنذ أيام فجّر نتنياهو خلافا جديدا مع الإدارة الأمريكية، متهما واشنطن بحجب أسلحة وذخائر عن إسرائيل، الأمر الذي نفاه البيت الأبيض، مؤكدا أن القرار كان بوقف شحنة واحدة من الذخائر فقط. وعبّرت واشنطن عن "خيبة أمل شديدة" من الانتقادات التي وجهها نتنياهو للولايات المتحدة.
الصحف العالمية: قرار حل مجلس الحرب يترك نتنياهو فى مواجهة مع الولايات المتحدة
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن حل مجلس الحرب في إسرائيل يريح "نتنياهو" من الضغوط لتعزيز المجلس بسياسيين يمينيين مثيرين للجدل، لكنها استدركت أن هذا القرار يترك رئيس الوزارء الإسرائيلي في مواجهة مع الولايات المتحدة التي ستبقى قوة ضاغطة على إسرائيل لدفعها إلى مراجعة تكتيكات الحرب في غزة.
من جانبها، كتبت "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في تحليل لها، أن نتنياهو سعى من وراء حل مجلس الحرب إلى إبقاء وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، بعيدين عن مصدر القرار الحربي، مضيفة أن زوال مجلس الحرب سيمنح الرجلين تأثيرا أكبر في القرارات الأمنية.
ونبهت الصحيفة إلى أن من شأن ذلك أن يزيد العبء على إسرائيل، وأن يؤثر سلبا في القضايا الجنائية المرفوعة ضدها.
كما اتهمت افتتاحية "هآرتس" رئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتطاول على المؤسسة العسكرية، وقالت إنه "إذا أراد أن يتهم الجيش بالخيانة فإن عليه ألا يختبئ وراء ابنه يائير الذي دأب على نشر آراء مقرفة".