القلم المحاصر.. الاحتلال يحرم الطلاب الفلسطينيين فى غزة من العلم والمستقبل
في زمن الحرب، يكون القلم سلاحًا أقوى من الرصاص، يرسم الكلمات على جدران الصمت، ينقش الأمل في قلوب الطلاب الفلسطينيين، ويحمل رسائل الصمود والتحدي، لكن هذا القلم، الذي يجب أن يكون مفتاحًا للمستقبل، يبقى محبوسًا وسط مدارس محطمة ودفاتر محروقة.
الطلاب في غزة يواجهون العدوان بشجاعة وإصرار، لكن القدر يبدو أنه يلعب معهم لعبة قاسية، فهناك أكثر من 600 ألف طالب وطالبة يحملون أمانيهم وأحلامهم، ولكن القصف المستمر يحرمهم من الحق في العلم والمعرفة.
منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، استشهد 4156 طالبًا وأُصيب 7818 آخرون، كما أن الحرب الدموية المستمرة حرمت نحو 39 ألف طالب وطالبة في غزة من تقديم امتحانات الثانوية العامة، المقررة بعد غدٍ السبت، ومن بينهم 450 طالبًا استشهدوا هذا العام جراء العدوان، بينهم 20 طالبًا من الضفة الغربية.
مدارس محطمة
وفي مداخلة هاتفية مع قناة القاهرة الإخبارية، أكد وزير التربية والتعليم الفلسطيني، أمجد برهم، أن أكثر من 600 ألف طالب وطالبة في غزة حرمهم الاحتلال الإسرائيلي من استكمال العام الدراسي، موضحًا أن الاحتلال دمر نحو 200 مدرسة من أصل أكثر من 350 مدرسة في قطاع غزة.
وبالرغم من هذه الظروف القاسية، هناك 20 ألف طالب من قطاع غزة قد التحقوا بجامعة الضفة الغربية لاستكمال العام الدراسي، وقامت الوزارة بتوفير منح لطلبة قطاع غزة في مختلف دول العالم.
وتتوجه الخطط نحو إنشاء مدارس في قطاع غزة تعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية فور انتهاء الحرب الإسرائيلية، ويجدر بالذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت 75% من مباني الجامعات في قطاع غزة بشكل كلي أو جزئي.
في هذا السياق القاسي، يبقى القلم ينزف كلماته على أوراق متساقطة، يحاول أن يكون صوتًا للصمود والتحدي، ورغم الظروف الصعبة، هناك أمل يتسلل بين الأنقاض، ينمو في قلوب الطلاب، ويقول لهم: "ستعود الحياة، وستعود المدارس والأماني".