الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس بولينُس النوليّ
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس بولينُس النوليّ، الأسقف، الذي ولد في مدينة "بوردو" في فرنسا، عام 355. درس الآداب وتولَّى المناصب، ثم تزوَّج ورزق ابناً. رغب في حياة التقشف، فقبل المعمودية، وترك جميع أمواله، واعتنق الحياة النسكية عام 393.
أقام مدة في برشلونا في اسبانيا حيث سيّم كاهناً. ثم ذهب الى ميلانوا للتشاور مع القديس امبروزيوس ومن هناك الى روما، وأخيراً الى نولا في مقاطعة كامبانيا (ايطاليا) حيث اختير اسقفاً. كان متعبداً للقديس فيلكس الذي استشهد في تلك المدينة ونشر اكرامه فيها. كان أباً حنوناً لرعيته، فساعد الغرباء وسعى في تخفيف الويلات عن المساكين في زمنه. كان شاعراً ملهما ورفيع المستوى. توفي سنة 431.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يكمنُ الكمال في تقديسِ نفسِنا وكلّ نفس، وهو لا يتمّ على مرّ السنين وإنّما في كلّ لحظة. فكلّ لحظةٍ أمامنا لا تعودُ أبدًا. وإذا عشناها بشكلٍ جيّد، تدومُ للأبد. هذه هي الحقيقة…
كلّ لحظة هي بين أيدينا، ولكنّنا غالبًا ما ننسى هذا الأمر ونهتمّ بما قد يحدُث، بما قد يفكّرُ فيه هذا أو ذاك، بالأسى الّذي سنصابُ به… يا للأسف! فالفكرة الّتي تُغنينا للغاية، هي أنْ نعرفَ أنّ الوقت الحاضر وحده لنا. فنحن نعيشُ الوقت الحاضر بملئه إذا عملنا مشيئةَ الله.
لا تتعلّق قيمةُ الوقت الحاضر بما نقومُ به أو بالطريقة الّتي نتصرّف بها، بل بِإن كُنَّا نعمل حبًّا بالله أو حبًّا بأنفسنا. ولا بدّ لنا من أن نقدِّس أنفسنا في كلّ لحظة حاضرة، لأنّنا لا نعلمُ ما إذا كانت اللّحظة اللاحقة لنا. علينا أن نتقدّس الآن! لأنّنا لسنا على يقين من أنّ المساء سيكون لنا. فبقدر ما نتمِّم واجبَنا بقدر ما نمجِّد الله.
إنّ هذا الوقت الحاضر ثمينٌ للغاية ولا بدّ لنا من أن نتذكّر غالبًا أنّ علينا أن نتقدَّس فيه. وعندما تريد نفسُنا أن تقدّس كلّ لحظة، فهي تكتشفُ عالمًا جديدًا وكنزًا من الأفكار والكمالات.