روائيون وسينمائيون في وداع خميس خياطي: "الصدمة شديدة ومدمرة"
سادت حالة من الصدمة في الوسطين الثقافي والسينمائي المصري، إثر إعلان رحيل الناقد السينمائي التونسي خميس خياطي، عصر اليوم، عن عمر ناهز السابعة والسبعين، وتوالت منشورات نعيه عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” من قبل الكتاب والسينمائيين المصريين.
وحيد الطويلة: كان يلوح تلويحة الوداع
نعى الكاتب الروائي وحيد الطويلة صديقه الناقد خميس خياطي، قائلا عبر حسابه على “فيسبوك”: “رأيت خميس خياطي في غفوة من يومين.. قلت لعله اشتاق إلي ويطلب مني السؤال، خميس الشخص الأنيق روحا.. الأنيق كتابة..كتب في السينما ما لم يكتبه أحد بلغة مختلفة عن المتصدرين.. إبراهيم العريس ومحمد رضا وقصي صالح درويش وغيرهم. كتب بروحه عن السينما فأحببناها عبره”.
وتابع: “كان يكتب مقاله في القدس العربي في عزها فلم يقرأه المصريون جيدا إلا القليل... كان معروفا للخاصة مع أنه كان يكتب للعامة.. كتابة ممتعة ضافية عذبة”.
وأضاف: “يبدو أنه لم يكن مشتاقا فقط..بل كان يلوح تلويحة الوداع.. وداعا خميس الجميل..وتفرغ الدنيا ممن يمنحونها معناها البهي ويضيفون إليها بعذوبة نادرة”.
تحليل خياطي الذكي لصورة العمدة السيئة في أفلام أبو سيف
ومن جانبه كتب الناقد الفني محمدو عبد الشكور: “فقدنا مثقفا كبيرا وناقدا سينمائيا معتبرا هو الناقد التونسي خميّس خياطي”.
وأضاف: "كنت أتابع مقالاته السينمائية بانتظام منذ بداية التسعينيات في مجلة "اليوم السابع" الفلسطينية الباريسية، وتابعت أيضا تفاصيل حصوله على الدكتوراه من فرنسا عن سينما صلاح أبو سيف، وحضر المخرج الكبير المناقشة، وكان من أجمل إضافات الرسالة تحليل خياطي الذكي لصورة العمدة السيئة في أفلام أبو سيف، ارتباطا بعلاقة صلاح أبو سيف السيئة مع والده، وكان أيضا عمدة لإحدى القرى، وهي النتيجة التي ادهشت المخرج الكبير، لأنها استخدمت منهجا نفسيا لاشعوريا في قراءة أفلامه".
الخبر وقع كالزلزال
وبدورها قالت الناقدة السينمائية ماجدة واصف: “صديق عمري خميس خياطي مات، فجأة، لم يكن هناك أي تمهيد، لم أكن أعرف أنه مريض ولذا كان وقع الخبر كالزلزال”.
وتابعت: “الأعمار بيد الله ولكن الصدمة شديدة ومدمرة. أنا حزينة وأشعر بالفقد، التقينا في جامعة السربون الجديدة في باريس سنة 1974، أي أننا نعرف بعض من نصف قرن، جمعنا حب السينما وتشاركنا في مشاريع عديدة للتعريف بالسينما العربية وسينما العالم الثالث، من مجله السينما العربية حتي بينالي السينما العربية في باريس، مرورا بكل ما عشناه معا من أحداث سينمائية وثقافية في باريس أو تونس أو القاهرة. وداعا صديقي العزيز وإلي اللقاء ذات يوم في سماء أرحب”.
السينما العربية تفقد أهم علاماتها النقدية
ومن جهته نعى الناقد طارق الشناوي، خميس خياطي، قائلا: “برحيل الناقد التونسي الكبير خميس خياطي تفقد السينما العربية أحد أهم علاماتها النقدية والبحثية في النصف قرن الأخير. الأستاذ خميس له مئات من الحوارات والمقالات العميقة والملهمة التي أتمني أن تصدر في عدة كتب قادمة، أتمني أن كل المهرجانات العربية تحتفي بخميس خياطي”.
وكتب المخرج يسري نصر الله عبر حسابه: “وداعا صديقي خميس خياطي.. أكتر واحد في تونس دافع عن السينما المصرية. وواحد من أكتر الناس إللي حببوني في مهرجان قرطاج”.
وكتب المخرج محمد فاضل: “يرحمه الله.. كان مثقفا سينمائيا حقيقيا..أعطى حياته كلها للنهوض بالسينما العربية”.