الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد لاونديوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد لاونديوس الذي استشهد في طرابلس من أعمال فينيقية في عهد الإمبراطور فسبسيانوس (69-79). وكان قائداً في الجيش الروماني.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: باسم الله القدّوس، أحمل اليوم الريشة لكي تكون كلماتي التي تتلاشى على الورقة البيضاء كلماتُ تمجيدٍ دائمٍ لله المُبارَك، خالق حياتي ونفسي وقلبي. أريد أن يكون الكون بكامله مع الكواكب وجميع النجوم وأنظمتها التي لا تُحصى، مساحةً شاسعة صافية وبرّاقة حيث يمكنني أن أكتبَ اسم الله. أودّ أن يكون صوتي أعلى من دويّ آلاف الرعود وأقوى من تكسّر الموج وأكثر رهبةً من هدير البراكين لأقول فقط: يا الله! .
أودّ أن يكون قلبي فسيحًا وسع السماء وصافيًا صفاء قلوب الملائكة ووديعًا كالحمام لأضع فيه الله! لكن، نظرًا إلى أنّ كلّ هذه العظمة التي تحلم بها لا يمكن أن تصبح حقيقة، عليك أن ترضى بالقليل وبنفسك بصفتكَ لا شيء، أيّها الأخ رافاييل، لأنّه عليك أن تكتفي حتّى باللاشيء...
لِمَ السكوت؟ ولمَ إخفاء ذلك؟ ولماذا لا نصرخ للعالم كلّه ونجاهر بعجائب الله في الأقطاب الأربعة؟ ولماذا لا نعلن للنّاس ولكلّ من يريد أن يسمع: هل ترون ما أنا عليه؟ هل ترون ما كنتُ سابقًا؟ هل ترون بؤسي ملطّخًا بالوحل؟ إنّ ذلك لا يهمّ: ابتهجوا؛ فبالرّغم من كلّ هذا، إنّ الله معي. الله صديقي! الله يحبّني أنا حبًّا لو أدركه العالم بأسره، لأُصيبت المخلوقات بالجنون وصاحت ذهولاً. إنّ هذا قليل أيضًا. فالله يحبّني كثيرًا إلى حدّ لا تدركه حتّى الملائكة! إنّ رحمة الله عظيمة! أن يحبَّني أنا، وأن يكون صديقي وأخي وأبي وسيّدي. أن يكون هو الله، وأنا، أن أكون ما أنا عليه!.