محمد المتيم عن فيلم برين: لم أجد له لقاء صحفي واحد
خرج الفيلم الوثائقي “برين” للنور، وهو الفيلم الذي عمل عليه الشاعر والباحث محمد المتيم ابن إسنا، وربما كان لنشأة المتيم سببا في هذا الفيلم، فقد كان على مقربة من الشيخ أحمد برين يتابع حفلاته في صغره ويستمع إليه ويراه رؤية عين.
عن فيلم برين
وعن الفيلم الذي استغرق إعداده أربع سنوات يقول محمد المتيم: “إذا تحدثنا عن مسيرة أحمد برين وتجربته الفنية، فنحن بصدد مئات الحفلات طاف خلالها مصر من أقصاها إلى أقصاها، في أعراسها وموالدها... إلخ، كما أننا نتحدث عن عشرات الحفلات وربما مئات الحفلات خارج مصر، في فرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا والمغرب وغينيا بيساو، هذا المنجز السماعي الضخم يحتاج لساعات طويلة ممتدة من السماع، لتدوين سيرة فنية من واقع ما أنشده الرجل".
أضاف المتيم: "الأمر الآخر الذي استدعى طول المدة هو أن أحمد برين للأسف لا يوجد له أرشيف مكتوب أو كُتِبَ عنه في الصحافة المصرية نستطيع اللجوء إليه، فالرجل الذي عاش قرابة 75 عامًا لم أعثر له على لقاء صحفي واحد داخل مصر، لم أعثر له على لقاء تلفزيوني واحد داخل مصر”.
لقاء وحيد في التلفزيون الفرنسي
ويضيف محمد المتيم ضمن حوار سينشر قريبا على صفحات جريدة حرف الإلكترونية التابعة لمؤسسة الدستور: “اللقاء تلفزيوني الوحيد الذي معه كان قد أعده التلفزيون الفرنسي في ثمانينيات القرن الماضي تقريبًا، إذ أفرد له ساعة كاملة لعرض حفل له وعقْد حوار معه، وفقًا لكلام مستر آلان فوبير، فلم تكن بين يدي مادة أرشيفية صلبة، ما اقتضى أن أبحث وراء المعاصرين له من فرقته ومن أهله وأولاده ومن جمهوره، وجمع هذه الشهادات والخروج منها بملامح واضحة لهذه السيرة التي تبدو ضبابيةً سيّما وأن المواد الصحفية التي نُشِرَت عنه هنا وهناك كانت تحمل معلومات مضللة في جانب كبير منها، مما يُصَعِّب عملية البحث، بل ويُضَلِّل الباحث في أثناء العمل على مثل هذا الكتاب”.
ويواصل: “بالطبع أربع سنوات كانت مدة طويلةً نسبيًا، لكني حاولت أن أقترب من برين وأعايشه معايشة الصديق للصديق، للاقتراب من جوهره المكنون قدر الإمكان قبل الكتابة عنه. بالطبع هذه السنوات انتابتها فترات توقف، لكن المدة طالت بسبب ما ذكرته آنفًا، إلى أن واتتني الفرصة لكتابة فيلم عن الشيخ أحمد برين من واقع المادة البحثية التي جمعتها عنه، وبالتاكيد أنت في الفيلم لا تقول كل شيء ولا تستطيع في ساعة تلفزيونية واحدة أن تقول كل شيء عن أي موضوع، لكن الفيلم يمثل تلويحة محبة للشيخ أحمد برين، وإضاءة على المحطات المفصليَّة والرئيسية في تجربته، والتأكيد على قيمة وأثر هذا النموذج الفني المصري ومدى حضوره على خارطة الفن الشعبي والإنشاد الديني”.