خبراء عن مؤتمر "الاستجابة الإنسانية": يحاول وضع حلول جذرية للأزمة الفلسطينية
من أجل المدينة المحاصرة، عُقد مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة، وذلك في دولة الأردن بمدينة البحر الميت، بمشاركة عدد من الدول والهيئات الأممية، في محاولة لوقف تدهور الأوضاع المتردية في قطاع غزة منذ شهور.
وكانت الكواليس مفعمة بالتوتر والقلق، حيث تجمع الدبلوماسيون والناشطون والمنظمات الإنسانية على خشبة المسرح الدولية، مصممين على كتابة نهاية مختلفة لهذا الفصل المأساوي من تاريخ غزة، كما سعى المؤتمرون إلى التوصل إلى حل سلمي يوقف إطلاق النار ويرفع الحصار عن غزة، حيث تُسمع أصوات الأطفال المخنوقة تصرخ عن مأساتهم اليومية.
وفي نهاية المؤتمر، دعا رؤساء المؤتمر إلى اتخاذ عدد من الإجراءات، منها: وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني، وإنهاء العملية في "رفح" وتنفيذ تدابير محكمة العدل الدولية، واحترام القانون الدولي وحماية المدنيين والبنى التحتية والعاملين الإنسانيين.
وأوصى أيضًا بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية لغزة دون عوائق وتسهيل توزيعها، ومعالجة أولويات التعافي المبكر مثل التعليم والصحة والمأوى، ضمان عودة آمنة للنازحين في غزة، دعم "الأونروا" ماليًا لتقديم خدماتها للفلسطينيين، إنشاء آلية أممية لتسريع إيصال المساعدات الإنسانية، ومضاعفة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين، وإلغاء الإجراءات العقابية وتقديم الدعم للحكومة الفلسطينية.
وفي هذا الإطار، تحدث عدد من المتخصصين عن مدى تأثير هذا المؤتمر على الاستجابة للمطالب، وأن تعود "غزة" لمرحلة ما قبل طوفان الأقصى، بعد معاناة دامت ما يقرب من 7 أشهر.
خبير علاقات دولية: المؤتمر يحاول وضع حلول جذرية لإنهاء الأزمة الفلسطينية
بداية، أشاد الدكتور خالد عمار، خبير علاقات دولية، بعقد مؤتمر الاستجابة الإنسانية، وأنه يعكس محاولات مصر والأردن في الوصول إلى حلول جذرية لإنقاذ أهل غزة من أسلحة التجويع والدمار التي يستخدمها جيش الاحتلال ضدهم دون رحمة.
وأكد "عمار"، في حديثه، أن المؤتمر يعكس الالتزام الدولي بتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات ومساعدة الدول النامية، ويمثل منصة لتوحيد الجهود الدولية ومواجهة التحديات الإنسانية بفعالية أكبر، آملًا أن تتحقق توصيات المؤتمر في أسرع وقت ممكن، متوقعًا أن الوصول إلى ما كانت عليه "غزة" قبل طوفان الأقصى يحتاج إلى سنوات لإصلاحه.
خبير علاقات دولية: أحذر من دخول "غزة" في مرحلة المجاعة
فيما حذر الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، من مخطط إسرائيل لدفع الفلسطينيين للتهجير القسري، مشيرًا إلى تحذيرات الأمم المتحدة من دخول سكان غزة مرحلة المجاعة بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات.
ولفت "أحمد"، في حديثه، إلى أن المؤتمر يأتي أيضًا في سياق الأزمة المالية التي تواجهها "الأونروا" بعد قطع التمويل الغربي، مشيدًا بدور مصر الداعم للفلسطينيين، وحشدها الجهود الدولية ووسائلها لاستقبال المساعدات ووقف سياسة التجويع الإسرائيلية.
أستاذ علاقات دولية: مصر لها دور محوري في حل الأزمة الفلسطينية
ودعا الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليات سياسات التجويع والدمار الذي تستخدمه دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وعن المؤتمر، أشاد "فارس"، في حديثه، بالدور المحوري لمصر في وضع ظهير سياسي لدعم القضية والسعي لوقف إطلاق النار، باعتبارها من أكثر الدول المعنية بالأزمة الفلسطينية.